ادعمنا

الشرق اوسطية والشراكة المتوسطية "التطابق والتقاطع"

مقال أكاديمي محكم

الشرق اوسطية والشراكة المتوسطية "التطابق والتقاطع"
المصدر: المجلة السياسية والدولية
الكاتب: أ.د. ناظم عبد الواحد الجاسور
الملخص:

في الوقت الذي خفت فيه بريق مشروع الشرق اوسطية وبدأ ينتقل من محطات وعواصم عربية وغربية لا تعير اهمية لما يطرحه من تصورات وافكار عارضتها حتى الدول الاوروبية وبعض الدول العربية و خصوصا الخليجية التي امتنعت عن تمويل صندوقه الذي لايهدف الا الى انعاش الاقتصاد الاسرائيلي، وان ادارة الرئيس بوش الاب التي كانت وراء هذا المشروع قد غادرت البيت الابيض وتوقفت مسارات التسوية السياسية التي بدأت في مدريد 1991. وعبر مفاوضات متعددة الاطراف في عواصم عدة، فقد خرج من مياه المتوسط مشروع آخر جديد بابعاده السياسية والامنية والاقتصادية، واقتصر تجمعه على دول حوض البحر الابيض المتوسط اضافة الى الدول الاوروبية الاخرى الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بهدف وأد المشروع الامريكي، وتأكيد حضور اوروبي فعال في سياسات المنطقة بعد ماستريخيت، ولاسيما وأن بعض الدول الاوروبي الكبرى قد شعرت بالخسارة الكبيرة لمواقعها وأسواقها التقليدية في الشمال الافريقي بالتحديد. واذا كانت الشراكة المتوسطية قد انطلقت من قمة برشلونة الاسبانية (في نهاية تشرين الاول 1995) للدول المتشاطئة على ضفتي الاطلسي، ومايرتبط بالاتحاد الاوروبي من اعضاء خارج هذه المنطقة، فإن الشرق اوسطية بقيت تراوح مكانها متعثرة في خطواتها وقممها السنوية، ومما يؤكد من الجانب الآخر بأن هناك مسار جديد ارتسم في العلاقات العربية-الاوروبية بدلاً من المسار الذي اتخذته العلاقات العربية-الامريكية، وان كانت واشنطن في ادارة الرئيس بيل كلنتون انشغلت بأمور آخرى، وخصوصاً في وسط وشرق اوروبا ومشاكل الداخل الامريكية الخاصة. وقد عادت الشرق اوسطية من جديد في ظل ولاية جورج بوش الابن وبعد احتلال العراق، حيث استكملت الهيمنة الامريكية-الاطلسية على قوسي الازمات الشمالي والجنوبي وغدت المنطقة محكومة بقواعد عسكرية واستراتيجية امريكية شاملة وفارضة قيمها ومعاييرها في المنظومة العالمية لحقوق الانسان وبناء الديمقراطية واجراء الاصلاحات السياسية وبالشكل الذي ينسجم مع متطلبات الوجود الامريكي في المنطقة. فالاستجابة العربية لركوب قطار برشلونة رغم وجود مسافر مزعج (اسرائيل) في احدى عرباته، كانت استجابة سريعة ولم يمنع الدول العربية (ما عدا ليبيا) الثمانةي من التفاعل الايجابي مع قمم الشراكة المتوسطية على امل تلبية طموحاته السياسية وتقليل الاثار السلبية لعملية التوسع الاوروبي شرقاً، مما جعلها تحضر بانتظام اجتماعاته السنوية، واسماع الجانب الاوروبي هموم ومشاغل الامة العربية، ومحاولة التأثير على المواقف الاوروبية بشكل متوازن بصدد القضايا الخاصة بالمنطقة، وبالشكل الذي يجعلها مختلفة عن السياسات الامريكية التي حاولت توظيف الشرق اوسطية لدعم الكيان الصهيوني سياسياً واقتصادياً، بدون اعارة أي اهتمام لكل المطالب السياسية العربية. وتأسيساً على ما تقدم، فإن دراستنا سوف تنصب على القراءة السياسية للمشرعين من خلال منهجية مقارنة لتحديد التطابق والافتراق، ثم تحديد الافاق المستقبلية لهما وموقع العراق في الدائرتين، حيث غدا بعد الحرب محور الاستقطاب والتنافر بين المشروعينن، او بين السياستين الاوروبية والامريكية، وخصوصاُ ان لكل طرف رؤيته الخاصة في الاصلاح السياسي واعادة رسم المنطقة وعلى رفق مصالحه الاستراتيجية

الكلمات المفتاحية: الشرق اوسطية، الشراكة المتوسطية، التطابق والتقاطع



تحميل

شارك أصدقائك

ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ

ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.

اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.


للتواصل والاستفسار

[email protected]
كافة حقوق النشر محفوظة لدى الموسوعة السياسية. 2025 .Copyright © Political Encyclopedia