مقال أكاديمي محكم
يرتكز تقييم أي نظام وديمومته على مدى مقدرته في تحقيق الأهداف المرسومة له انطلاقاً من الأسس والمبادئ والإجراءات والتوقعات التي رسمها لتحقيق هذه الأهداف. وكان في مقدمة الأهداف المعلنة التي جاء من أجلها النظام الشيوعي الذي ساد في أقطار أوروبا الشرقية بعد ان وجد بداياته في الاتحاد السوفيتي منذ عام 1967. هي حماية الإنسان من الاستغلال، وضمان حريته وصولاً لتحقيق الرفاهية الاجتماعية. وقد تمحورت المبادئ المتعلقة بالملكية والاستخدام والإنتاج حول تحقيق ذلك وبالرغم من الملكية العامة لوسائل الإنتاج-والقوانين التي تم تشريعها لحماية العمال، والاتجاه نحو كل ما من شأنه منع تركز الثروات لدى طبقة معينة، نقول رغم كل ذلك إلا أن حرية الفرد ورفاهيته كانت مقيدة بسبب تغلب مصلحة الجماعة على مصاب الفرد، وعزلة الافراد عن العالم الخارجي، وتحديد الملكية الفردية لوسائل الإنتاج أو بشكل أدق منعها من ملكية ابسط السلع التي تسد جانب حاجات الأفراد والمجتمع وتؤجج لدى الأفراد روح الإبدع والمبادرة ومعالم التطور. وهذه الصورة الكبت لابد ان تولد ردود فعل قد تستجيب لأية عوامل خارجية تسعى لتغيير هذه المعالم. ان فشل الاقتصاد الشيوعي لا يفسر من الزاوية الاقتصادية فحسب وإنما يمكن تفسيره باعتباره مظهراً حاداً لتفاقم أو تراكم مشاكل النظام الشيوعي سواء في الجانب الاقتصادي أو في الجانب الاجتماعي والسياسي وبالتالي في الإطار الفلسفي والفكري العام الذي يعتبر مصدر التطبيقات القائمة في الدول الشيوعية. فالنظام الشيوعي قد حدد مساراً في ضوء تصورات لم يثبت التطبيق صحتها. بل على العكس أوضحت الوقائع ان النتائج كانت عكس التوقعات. ولسنا هنا بصدد الخوض في النظريات التي تفسر أسباب ظهور الازمات في المجتمعات البشرية ليس هذا من مهمات أو أهد اف هذه الدراسة. بل تكفي الإشارة الى أن بعض الأزمات قد تكون قابلة للعلاج وبعضها الأخر يمكن ان تجهز على النظام بنفس المعنى الذي يمكن ان يجهز فيه المرض على حياة الكائن العضوي.
الكلمات المفتاحية: الأسباب الفكرية، الاقتصادية، انهيار الاتحاد السوفيتيابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.