مقال أكاديمي محكم
خضع العهد القاسمي لتقييمات مختلفة من المعارضين والمؤيدين على حد سواء. فرغم أن سجل النظام كان متبايناً بلا جدال، فما من شك ان عبد الكريم قاسم إحداث تغييرات جوهرية في بنية المجتمع العراقي وفي اتجاه السياسة العراقية. فزحم سياسة المساواة التي ابتعها النظام أحدثت اصلاحاً اجتماعياً كان مطلوباً بشدة في نظام حيازة الارض، وفي ملكية العراق لموارده النفطية، وفي فتح الباب امام نظام تعليمي بطريقة افضت الى تعزيز دور الطبقة الوسطى. وما كان لهذه التغييرات العنيفة ان تحدث دون ان يصاحبها اضطراب، بيد ان تجاوزات اليسار، لاسيما الشيوعيين، اقلقت المحافظين والقوميين فضلا عن القوى الخارجية كالولايات المتحدة الامريكية، الأمر الذي أوجد رد فعل عنيف افضى الى الاطاحة بالنظام. وقد اسهم عدم الاستقرار المستمر اسهاماً جوهرياً في بلورة نظام سلطوي. وقد اثر عبد الكريم قاسم اتباع سياسة "العراق أولاً بدلاً من التورط بمشاريع وحدوية عربية. فقد اظهر مناصروه -في بادئ الامر- رغبة بالقيام باعادة تنظيم اجراءات اقتسام السلطة داخيلاً. وكان ينبغي ان يكون لهذا الامر تأثير ايجابي في تعزيز مشروع (الدولة-الامة)، الا ان شيئاً من هذا القبيل لم يحدث. فالخشية من النفوذ الشيوعي اشعلت شرارة يقظة دينية بين الشيعة. وتمثل الامر الأخطر في عودة الملا مصطفى البارزاني واحياء الحركة الكردية، ودشن بدء حرب كردية متقطعة، لكنها مستمرة، ابتلت بها الدولة لعقود.
الكلمات المفتاحية: تقييم، شديد الانجاز، النظام القاسمي، الميزانابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.