استعمال الحق في الأعمال الطبية والخطأ فيه

مقال أكاديمي محكم

استعمال الحق في الأعمال الطبية والخطأ فيه

المصدر: مجلة جامعة الانبار للعلوم القانونية والسياسية

الكاتب: د. معاذ جاسم محمد

الملخص:

إن لمهنة الطب اهمیة کبرى لا حدود لها، اذ هی مهنة انسانیة واخلاقیة تتطلب فیمن یباشرها المکنة العلمیة والفنیة. وعلى من یمارس النشاط الطبی یجب ان یتفق مع القواعد المقررة فی علم الطب، ویتجه الى شفاء المریض. لوحظ فی الآوانة الاخیرة ان البعض من الاطباء یجهل احکام القانون على الرغم من ممارستهم لمسؤولیتهم المهنیة ببراعة، بل ان یعضهم یفاجئ بل یصدم بما یتخذ فی حقه من اجراءات قانونیة جراء الخطأ فی ممارسة المهنة. لقد اوضح المشرع الجزائی بانه یعد إستعمال للحق ممارسة الجراحة الطبیة واعمال التطبیب الاخرى طبقاً للاصول العلمیة المتعارف علیها فی المهن الطبیة المرخص بها متى تمت برضاء المریض او النائب عنه قانوناً صراحة او ضمناً او کان تدخل الطبی ضروریاًُ فی الحالات العاجلة التی تقتضی ذلک. ان شروط الاباحة فی العمل الطبی تتضمن الترخیص القانونی برضاء المریض واستهداف العلاج ومراعاة الاصول العلمیة. ویتناول البحث التطور التاریخی للخطأ فی فعل الطبیب اذ انه لیس حدیث العهد بل هو قدیم قدم الطب وعرفته اقدم الحضارات وفی مقدمتها الحضارة البابلیة وتحدیداً تشریع حمورابی، کما عرفته الحضارة المصریة والرومانیة. ثم تم الحدیث عن مهنة الطب واخطاءها فی اوربا التی ظل فیها رجال الدین یتمنعون لمدة من الزمان بسطوة على الطب، والذین لم تشر ضدهم مساءلة عن اخطاءهم نظراًَ لانهم یستمدوا سلطنتهم من الإله. وبعد ذلک اثیرت مساءتهم الجزائیة عن اخطاءهم فی العمل الطبی، لاسیما بعد قیام تیارات فلسفیة نددت بغش بعض الاطباء. ثم تتناول الدراسة تعریف الخطأ فی العمل الطبی وتحدید معاییر له وما هی طبیعته وصور هذا الخطأ الذی تتجسد بالإهمال والرعونة وعدم الاحتیاط وعدم مراعاة القوانین والانظمة والاوامر. اما فیما یتعلق بالواقع العملی لخطأ الطبیب فیتجسد من خلال الخطأ فی تشخیص المرض والخطأ فی وصف العلاج والخطأ فی تخدیر المریض واخیراً الخطأ فی التداخل الجراحی؟. اما بالنسبة للخاتمة فاحتوت التوصیة للمشرع العراقی بتنظیم نصوص صریحة توضح عملیات التبرع بالأعضاء وزراعتها، ولاسیما وان هذه الممارسات تتردد بین الإباحة والخطر شرعاً وقانوناً.