مقال أكاديمي محكم
قال تعالى ((وکان بین ذلک قواماً)) الفرقان/25.یتمحور البحث حول بیان ماهیة الاعتدال من حیث الاستقامة والاستواء والتزکیة والتوسط بین حالتین مجاوزة الحد المطلوب والقصور کما یعنی الاقتصاد والتوسط فی الأمور ویعد الاعتدال من المواضیع المهمة التی نالت اهتمام الشرائع السماویة والعلوم الإنسانیة والایدیولوجیات السیاسیة المختلفة لبیان ماهیته وکیفیة تحقیقه فی المجتمعات البشریة ومن زاویة مختلفة اجتماعیة سیاسیة واقتصادیة.فبتحقیق الاعتدال تستطیع المجتمعات الوصول الى تنمیة اجتماعیة عالیة غالباً ما تقودها الى دولة الرفاهیة.کما وأکد البحث على ماهیة الاعتدال علاوةً على المتغیرات التمکینیة والمانعة لتحقیق الاعتدال.فبالرغم من وجود معوقات للاعتدال الا انه هنالک مقومات یمکن تطبیقها لغرض إزالة او تقلیل المعوقات المانعة التی تحول دون الوصول الى الاعتدال او على الأقل التخفیف من اثارها عبر توافر بعض الممکنات او تفعیل البعض الاخر کالاعتدال فی الاعتقاد والعبادات والشعائر علاوةً على ذلک فان الاعتدال یعد من مرتکزات الدولة وهو عز وقوة المسلمین وفیه یدوم سلطان الإسلام.فالاعتدال ذو مفهوم ذو ارتکاز لغوی جرى علیة الاستعمال لوروده فی القران الکریم بمعانی مختلفة ولیس مجرد اصطلاح متداول.ولا نعنی بالاعتدال العقلانیة الإسلامیة التی تجمع بین العقل والفعل ولا هو الایمان الاسلامی الذی یجمع بالأیمان بعالم الغیب وعالم الشهادة بل یجمع الاعتدال کل ذلک علاوةً على الجمع بین فقه الاحکام وفقه الواقع بوسطیة جدلیة الهیه بقرینة (وجعلناکم امة وسطاً) فبالاستقامة والوسطیة وإعطاء کل ذی حق حقه حسب مقتضیاته ووفق ما جاء فی الشریعة الإسلامیة وعدم الغلو بمعنى الجمع بین الحق والعدل.وکما سبق وذکرنا ان الشرائع السماویة والأدیان جمیعاً اکدت على مبدأ الاعتدال الا انه نجد ان التشریع الإسلامی واحکامه یتسم بالاعتدال وقابلیته على التجدید والتماشی مع مقتضیات العصر والحاجات والمسائل المستجدة.کما یرى المفکرین الإسلامیین لا بل حتى المفکرین الغربیین انفسهم مثل توماس ارنولد (ان بساطة هذه التعالیم ووضوحها لهی على وجه التحقیق من اظهار القوة الفعالة فی الدین وفی نشاط الدعوة الى الإسلام کما یرى احد علماء القانون الغربیین (ان الإسلام یتماشى مع مقتضیات الحاجات الظاهرة فهو یستطیع ان یتطور دون ان یتضاءل خلال القرون ویبقى محتفظاً بکل ما لدیه من قوة فی الحیاة والمرونة فهو الذی اعطى العالم ارسخ الشرائع ثباتاً وشریعته تفوق کثیر من الشرائع الاوربیة) فهو شریعة عالمیة إنسانیة کما یرى ولـ دیورنت.وقد سار النبی محمد صلى(علیه الصلاة والسلام) على نهج الاعتدال عن طریق ابعاد المسلمین عن الشهوات والنزوات والتأکید علیهم بعدم الافراط والتفریط، فالاعتدال یمهد السبیل نحو تقدم الافراد والمجتمع والتوسط هو جوهر الإسلام کما یرى بعض المفکرین الغربیین (انه من البساطة والاعتدال بحیث یسری لأی انسان فی أی موطن وان یتقبله وینفذ الى روحه وجوهره منذ اللحظة الأولى).
الكلمات المفتاحية: الاعتدال، دراسة في الماهية، المتغيرات التمكينية والمانعة، ماهية الاعتدالابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.