تنتهج مختلف الأطراف الفاعلة في العلاقات الدوليّة السياسات والاستراتيجيّات التي تُمكّنها من الحفاظ على أمنها والوصول إلى غاياتها، وتتراوح ما بين استخدام مختلف أنواع القوّة سواء الناعمة أو الصلبة بغية تحقيق أهدافها وتقليص مخاطر نمو أطراف قد تُهدّد وجودها. فللحفاظ على مصالح الكيان الإسرائيلي وأهدافه التوسعيّة وأطماعه، إنّه يعمد إلى تطوير إستراتيجياته بغية لجم خصومه وبالأخص الجماعات المقاومة له سواء داخل فلسطين المحتلّة أو حتّى خارجها. فمن بين الاستراتيجيّات المتداولة المتبعة من قِبله هي إستراتيجية جز العشب، فما المقصود بها؟ وما هي أبرز المرتكزات التي تستند عليها؟ وما مدى نجاحها؟
إنّ تعريف المفهوم يتطلب تعريف الكلمات المكوّنة له، فتُعرّف "استراتيجيّة" تبعًا للقاموس السياسي "كلمة يونانيّة الأصل تعنى في الاصطلاح فن أو علم القيادة العامة في الحرب، أي جميع التدابير اللازمة التحقيق النصر، فالاستراتيجية لا تقتصر على كسب معركة في ميدانها بل تشمل الخطة العامة لكسب الحرب فتعمل على كل ما من شأنه القضاء على الروح المعنوية للعدو". أمّا مصطلح "جز العشب" يُعرّف تبعًا للقاموس الإلكتروني التابع لجامعة بيرزيت "أنطلوجيا اللغة العربيّة" بأنّه: "قص العشب النامي بالمنحل أو المكنة على ضعاف مجاري الري والصرف ومساطحها، ويحدث ذلك دوريًّا". ولكنّ إنّ المقصود باستراتيجيّة جز العشب في السياسة لديها أبعاد أخرى، وهي بمثابة استعارة للمفهوم سيتضح تعريفها عبر عرض تعريفات مختلف المفكرين والباحثين.
يُعرّف آدم تايلور- Adam Taylor استراتيجيّة جز العشب بأنّها تشير إلى أنّ "المسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة وإمداداتهم من الأسلحة محلية الصنع الخام ولكن الفعالة هي مثل الأعشاب الضارة التي يجب قطعها".فتبعًا لهذا التعريف يُشير إلى أنّ المسلحين كناية عن أعشاب يُريد الاحتلال الإسرائيلي أن يجزها. وقد تطرّق في هذا السياق بروس ريدل إلى مصطلح "جز العشب" حيث "نصح قائلاً: 'عليك أن تجز العشب طوال الوقت'. 'في اللحظة التي تتوقف فيها عن القص، سوف ينمو العشب مرة أخرى'." إذ يعتبر أنّه إذا لم يتم قص العشب بشكل مستمر فإنّه سيتنامى بشكل لافت.
بالإضافة إلى ذلك يقول أشرف عثمان بدر: "يستخدم مصطلح 'جز العشب' لوصف نهج 'إسرائيل' في استخدام القوة ضدّ القوات العسكرية غير النظامية (التنظيمات الفدائية)، بحيث يكون القصد من استخدام القوة تقليص قدرة الخصم على إلحاق الأذى بـ'إسرائيل'، بمعنى تحقيق حالة من الردع (المؤقت) توفر حالة من الهدوء، عبر استنزاف الخصم والإضرار بقدراته. وبالتالي، هو إجراء مستمر بهدف إيجاد حالة من الردع". وكذلك يشير محمد ادريست إلى أنّ: "تمّ تطوير هذا المفهوم بعد الحرب على غزة عام 2008-2009 ويعني أنّ إسرائيل التي لن تتمكن من حسم المعركة مع حماس، كما كانت تفعل على الجبهات العربية النظامية، ستقوم بـــ 'جز العشب' بشن هجمات على غزة كلما أصبحت قدرات حماس العسكرية تشكل خطرًا على الداخل الإسرائيلي أو على القوات الإسرائيلية وهذا المفهوم هو ما أدى إلى استمرار إسرائيل بشن الحروب على غزة وحصارها المستمر".
يُعد ديفيد بن جوريون- David Ben-Gurion (أوّل رئيس وزراء إسرائيلي) أوّل من تطرّق إلى هذه الاستراتيجيّة من حيث المضمون حيث يُبيّن أنّ "إسرائيل" "لم تستطيع حماية كل أنبوب مياه أو منع قتل كل إسرائيلي، لكن تستطيع من خلال تدفيع الخصم ثمنًا كبيرًا أن تردعه عن التفكير بالعودة لهذا العمل'". فلهذه الاستراتيجيّة مجموعة من المرتكزات وأبرزها يتجلّى فيما يلي:
- التركيز على الفشل وبعث اليأس: وذلك عبر حرمان السلطة الفلسطينيّة من تحقيق مكاسب تُعزّز فيها أوضاع الفلسطينيين. إذ إنّها تعمل على التركيز على خسائر الفلسطينيين بدلًا من انتصاراتهم وذلك لإضعاف معنوياتهم وإيصال رسالة إليهم مفادها أنّهم غير قادرين على التغيير والتأثير. وبذلك تستطيع أن تزيد من المعارضين الذين يطالبون بتقديم التنازلات بدلًا من الاستمرار بالمقاومة.
- استهداف القيادات والبنية التحتيّة العسكريّة: فإستراتيجيّة جز العشب تقوم على تحقيق الخسائر عبر استهداف رموز وأماكن استراتيجيّة مرتبطة بالمقاومة الفلسطينيّة وذلك لإضعاف قدرتها على تطوير استراتيجياتها العسكريّة وأسلحتها وتقليص قوّتها العسكريّة.
- العمل على جمع المعلومات الاستخباراتيّة: إنّ هذه الاستراتيجيّة ترتكز على العمليّات الاستخباراتيّة بشكلٍ لافت وذلك لجمع المعلومات التي تُمكّن الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافها بشكلٍ أفضل وتستطيع أن تصل إلى معلومات تُجنّبها الوقوع بخسائر محتملة.
- القيام بعمليّات رادعة ومستمرّة: فمن خلال هده العمليات تعتبر القوات الإسرائيليّة أنّها تستطيع أن تردع وتُخيف الفلسطينيين. وذلك عبر "الهجمات والحروب المتكررة التي تشنها إسرائيل على غزة المحاصرة، والتي تهدف إلى توضيح الحاجة الروتينية لإسرائيل للقضاء على قدرات مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية أو تقليصها بشكل دوري".
يقول خليل حرب: "ينتهج الاحتلال سياسة يطلق عليها اصطلاحًا 'جز العشب'، التي يوضحها صاحباها أفرايم عنبار وإيتان شامي بأنها 'استراتيجية استنزاف عسكرية صبورة ذات أهداف محدودة: تتمثل بتقليل قدرة خصوم إسرائيل على إلحاق الأذى بها، وتحقيق ردع مؤقت". فتهدف استراتيجيّة جز العشب إلى تحقيق مجموعة من الأهداف ومن بينها إضعاف الطرف الذي تعدّه عدوًّا لها وذلك لإضعاف قدراته عبر تدمير موارده. كما أنّها تهدف إلى تقليص المخاطر وذلك لمنع الأعداء من تطوير قدراته وإعادة تطوير مصادر قوّته والتعافي. فإنّ الاحتلال الإسرائيلي يعتبر أنّ "توجيه ضربات موضعية لقدرات حماس العسكرية بين جولة تصعيد وأخرى، مما سوف يتسبب بقضم إمكاناتها التسلحية تدريجيًّا، دون الذّهاب إلى الخيار المكلف والأصعب". حيث تهدف إلى تقييد حركة الفلسطينيين لكيلا تهدف تتطوّر وتشكل مخاطر عليها. فقبل أحداث أكتوبر 2023 كانت تطمح في تقليص قدرات حماس دون اللجوء إلى حرب موسّعة، وإنّما بعد هذه المرحلة أصبحت تستخدم شتّى الطرق للقضاء عليها. فضلًا على ذلك إنّها تُستخدم لتأكيد فرض السيطرة ومنع وصول الأطراف الذين تعتبرهم خطرًا عليها إلى المناطق التي تخاف من تنامي هذه الأطراف فيها. فضلًا على ذلك إنّها تستخدمها وسيلة لإظهار القوّة وإيصال رسائل إلى الأطراف المعاديّة لها بأنّ لديها قوّة تستطيع أن تُنافس بها. وبالتالي تعتبرها أداة رادعة تستطيع أن تردع أي جماعات أو أطراف تسعى إلى مواجهتها. ويقول في هذا الصدد جيرميا روزمان- Jeremiah Rozman حول استراتيجيّة جز العشب هي "استراتيجية لإدارة التهديد من خلال العقاب لخلق ردع وإنكار قصير المدى من خلال إضعاف قدرات الخصم".
إنّ استراتيجيّة جز العشب تعتمد على استخدام مجموعة من التقنيات والأدوات التي تعتبرها القوّات الإسرائيليّة فعّالة لتحقيق أهدافها. فمن بينها الأدوات الاستخباراتيّة وبالأخص التكنولوجيّة، حيث جمع المعلومات كما اتضح آنفًا يُعتبر عنصرًا هامًا كونه يُساعدها في تحديد مواقع الأهداف. ومن النماذج على هذه الأدوات هي الطائرات دون طيار والتجسس الإلكتروني وأقمار الاستطلاع الإلكتروني. فهذا ما يُساعد في عمليّة رصد تحرّكات الجماعات والكشف عن مخططاتهم وتهديد الأماكن التي تستطيع ضربها للجم هذه التحرّكات. وهذا ما يؤهلها أكثر لاستخدام أدوات أخرى مرتبطة بالاغتيالات والاعتقالات، حيث "وصف الجنرال موشيه كابلنسكي هذا النهج بأنه اعتراف بأن العشب سيستمر في النمو بعد جزه، لكن العشب الجديد غير ناضج وأسهل في إدارته". حيث باعتقادهم أنّ نهج الاعتقالات والضرب والاغتيال وغيرها من الأمور ستؤدّي إلى جعل هذا العشب ضعيف. كما أنّ هذه الأداة تجعلها قادرة أن تستخدم أدوات أخرى كالعمليّات الاستباقيّة. "مثل هذه العمليات التي تدفع إلى منع وصول الأسلحة المتطورة والصواريخ إلى كل من حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس، وهي عمليات لا تعترف 'إسرائيل'، رسميًا، بأنّها هي التي تقف وراءها". إضافةً إلى ذلك تقوم هذه الاستراتيجيّة على استخدام الأسلحة المتقدّمة التي تُمكن إسرائيل من إظهار تفوّقها العسكري وهذا ما يبرز عبر الأسلحة الذكيّة التي تُساعدها في ضرب أهداف معيّنة وكذلك تعطيل البنية التحتيّة العسكريّة لمعارضيها. فضلًا على ذلك إنّ استراتيجيّة جز العشب تستخدم أدوات أخرى مرتبطة بالاستخبارات البشريّة وذلك عبر توظيف الجواسيس والمخبرين الذين يساعدونها في جمع المعلومات حول الجماعات المستهدفة. إلى جانب ذلك تعتمد هذه الاستراتيجيّة على بناء الشراكات والتحالفات وذلك بغية كسب التأييد الدولي لها ولأعمالها وإن انتهكت فيها المبادئ الإنسانيّة، وهذا ما تقوم به عبر تعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكيّة والدول الداعمة الأخرى. علاوةً على ذلك إنّ الحرب النفسيّة المتمثلة بالدعاية والإعلام لا تنفصل عن هذه الإستراتيجيّة بغية إضعاف معنويات الجهات المعادية لها كحماس وذلك عبر نشر المعلومات المضللة.
إنّ الحرب على غزّة التي اشتدت معالمها بعد 7 أكتوبر 2023 قد شهدت في مرحلتها الثالثة استخدام استراتيجيّة جز العشب في شمال غزّة في مخيم جباليا وحي الزيتون. وذلك بهدف تدمير قدرات حماس والتغلغل في المناطق التي تستطيع أن تسحب السيطرة فيها. وقد عمدت على القيام بسلسلة من الاغتيالات ضمن اطار استراتيجيّة جز العشب وذلك بهدف تقليص عزم المقاومة، واتضح ذلك عبر الاغتيالات سواء داخل غزّة وخارجها والتي كان مؤخرها استهداف القيادات كإسماعيل هنيّة في طهران وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبيّة في بيروت. وكان قد سبق أن التزمت بسياسة الاغتيالات لتصفية القيادات الفلسطينيّة وكذلك القيادات التي تتبع إلى محور المقاومة ككل. فيقول خليل حرب في هذا الصدد: "فكرة أن التحدي الأكبر الذي باتت تشكّله فصائل المقاومة ضدها، فإن 'إسرائيل' تظهر في نهج الاغتيالات هذا، رؤيتها الدونية لحياة الإنسان الفلسطيني تحديدًا، بالعمل على جزه كعشب ضار". وبذلك إنّ الاحتلال الإسرائيلي يُطوّر استراتيجيّة جز العشب لكيلا تقتصر على عمليّات محدودة كما كانت في السابق وإنّما تتعاظم مع الوقت. وقد قال أساف أوريون "إنّ 'قص العشب'- وهو المصطلح الذي يطلق على استراتيجيّة إسرائيل السابقة المتمثلة في إنشاء ردع مؤقت عن طريق تقليص قدرات الجماعات المسلحة الفلسطينية، وليس القضاء عليها- يميل إلى أن يصبح أكثر خطورة بمرور الوقت".
إنّ استراتيجيّة جز العشب تثير مجموعة من الانتقادات حولها. فيرى حسن لافي أنّ استراتيجيّة جز العشب تُنفّذ في غزّة منذ العام 2005 " ولكنّ التجربة الإسرائيلية أثبتت أنَّ تلك الاستراتيجية لم تمنع المقاومة في غزة من تعظيم قدرتها العسكرية، بل استطاعت المقاومة الفلسطينية وضع قواعد اشتباك عسكرية وسياسية تحدّ من قدرة 'الجيش' الإسرائيلي على استخدام استراتيجية 'جز العشب' وقتما شاء، بمعنى أنَّ هذه الاستراتيجيّة غير مضمونة النتائج، بل من الممكن أن تؤدي إلى توازنات ردع عكسية تجاه 'إسرائيل'.حيث اعتبر أنّ هذه الاستراتيجيّة تؤدّي إلى ظهور نتائج عكسيّة كونها تحث المقاومة الفلسطينيّة على اتخاذ قرارات مبنية على ردود فعل تجاهها. بالإضافة إلى ذلك هناك من يعتبر أنّ أحداث 7 أكتوبر أثبتت فشل استراتيجيّة جز العشب، فعلى سبيل المثال نشرت قناة العالم ترجمة لمقال لنورمان فينكلشتاين- Norman G. Finkelstein يُشير فيه إلى أنّ "استراتيجية 'جز العشب' الإسرائيلية فشلت فشلًا ذريعًا في السابع من أكتوبر، حين أطلقت فصائل فلسطينية هجومًا مباغتًا، أكد مدى ضآلة سيطرة 'إسرائيل' على القطاع، ورفع النقاب عن فشل استخباراتي وعملياتي واستراتيجي لدى تل أبيب". إذ يعتبر أنّ على الرغم من انتهاج هذه الاستراتيجيّة إلّا أنّها لم تستطع احتواء انفجار الوضع في غزة. كما أنّ هناك آراء تعتبر أنّ استراتيجيّة جز العشب في الأساس لا تستطيع تحييد المدنيين عن الضربات وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع الخسائر البشريّة.
فإنّ استراتيجيّة جز العشب يتعاظم استخدامها وإن تطوّرت آلياتها نظرًا للمتغيّرات التي طرأت بعد أحداث السابع من أكتوبر. ولكنّ اتجهت التحليلات أنّ الكيان الإسرائيلي لم يضع هدف لعملياته فقط ضمن جز العشب وإنّما اقتلاع الجذور عندما وضع هدف القضاء على حماس بشكل نهائي ومن ثمّ تبيّن أنّ هذا الهدف غير واقعي وغير قابل للتحقّق. فالمقاومة عزّزت استراتيجيّاتها بغية رسم معادلات إستراتيجيّة جديدة، فما هي الاستراتيجيّات المقابلة لاستراتيجيّة جز العشب؟
أحمد عطيّة الله، القاموس السياسي، دار النهضة العربية، الطبعة الثالثة، القاهرة، 1968.
جامعة بيرزيت- أنطلوجيا اللغة العربيّة، معنى جز العشب.
جوني منصور، ومحمود إدريست، ومهند مصطفى وآخرون، التحوّلات في إسرائيل وتأثيرها في سياساتها تجاه العرب والفلسطينيين، مركز دراسات الشرق الأوسط، عمان، 2020.
عدنان أبو عامر، المشهد الميداني في قطاع غزة بين مسيرات العودة والتصعيد العسكري، مجلة دراسات شرق أوسطيّة، العدد 90، 2020.
معهد بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجيّة، دراسة مترجمة: "'جز العشب'، الاستراتيجيّة العسكريّة 'الاسرائيليّة' في مواجهة تعاظم تحدي المقاومة"، ترجمة ونشر مركز اللغات والترجمة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- قسم الترجمة، 2014.
Daniel Byman, A High Price The Triumphs and Failures of Israeli Counterterrorism, Oxford University Press, USA, 2011.
Jeremiah Rozman, Socializing Militants, Vernon Press, Washington, 2023.
Antulio J. Echevarria, Military Strategy A Very Short Introduction, OXFORD University Press, Second Edition, New York, 2024.
ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.