ادعمنا

النظرية الواقعية التقليدية في العلاقات الدولية - Classic Realism Theory in International Relations

لقد هيمنت النظرية الواقعية على دراسات الأمن والعلاقات الدولية خلال الستة عقود الماضية، حيث تسعى هذه النظرية لتفسير آلية عمل النظام الدولي وسبب حدوث الصراع ما بين الدول، وتنبثق الأصول الفكرية للواقعية التقليدية من أعمال كُتاب من أمثال إدوارد كار -E. Carr وهانز مورجنثاو-Hans Morgenthau، وتضم النظرية الواقعية عموماً عدة تيارات مختلفة تختلف حول قضايا هامة إلا أنها تشترك في الافتراضات الرئيسية التي تميزها عن النظريات الأخرى، وهذا يعني أنها في الحقيقة لا تشكل نظرية واحدة متجانسة كلياً، بل على العكس من ذلك فقد تطورت النظرية الواقعية لتشمل خمسة أشكال من المداخل أو التيارات الفكرية داخل هذه النظرية وهي: (النظرية الواقعية الكلاسيكية، الواقعية الكلاسيكية الجديدة، الواقعية الجديدة، الواقعية الهجومية، الواقعية الدفاعية) ، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على النظرية الواقعية التقليدية، والتي أُدخلت كاقتراب لدراسة العلاقات الدولية بفضل هانز مورجنثاو-Hans Morgenthau من خلال عمله الشهير السياسة بين الأمم- Politics Among Nations الذي أحدث ثورة في الدراسات الأكاديمية للسياسات الدولية، واستقرت هيمنة الواقعية التقليدية لغاية العقد السابع من القرن العشرين حيث أحدث كينيث والتز-Kenneth Waltz شرخاً في واقعية مورجنثاو، لتُعرف بعد ذلك بالواقعية التقليدية.

لقد تبلورت الواقعية التقليدية في الأساس في فترة الحرب الباردة، ويعتقد منظرو الواقعية الأوائل أن الدول حالها حال الإنسان حيث تمتلك رغبةً فطرية في السيطرة على الآخرين، وهو ما يقودها نحو التصادم والحروب، ولقد أبرز منظرين واقعيين وخصوصاً مورغنثاو مزايا نظام توازن القوى لمنع الحروب وكبح الصراعات، ويرى أيضاً أن النظام ثنائي القطبية -وهو السائد فترة الحرب الباردة- يحمل العديد من المخاطر على صعيد إستقرار العلاقات الدولية. 

 

أهم مفكري النظرية الواقعية:

إن الجذور الفكرية للنظرية الواقعية تمتد إلى قرون عديدة تعاقب من خلالها فلاسفة وقادة وسياسيون ساهموا في وضع الأسس الفكرية الأولى للنظرية الواقعية الأولى، وأهم هؤلاء المفكرين هم:
1- ثيوسيديدس Thucydides 460-400 ق.م: يُعتبر ثيوسيديس بنظر الكثير من مفكري النظرية الواقعية أو رائد من رواد هذه النظرية، وقد ارتبط إسمه بالنظرية الواقعية على مر الزمن، بل إن البعض يعتبر أن ثيوسيديدس هو مؤسس علم العلاقات الدولية الأول.

لقد أرّخ ثيوسيديدس في كتابه حرب البيلوبونيز-The Peloponnesian War الحرب الشهيرة ما بين إسبارطة وأثينا 431-404 ق.م، وفي هذا العمل الكلاسيكي ظهرت النواة الأولى للنظرية الواقعية، حيث تمثلت في تحليلات ثيوسيديس لأحداث رئيسية منها: (الطبيعة الشريرة للإنسان كالخوف والقتل، والإعتماد والسعي نحو القوة، والسعي نحو المصلحة الذاتية، إهمال الأخلاق، توازن القوى)، وهذه المفاهيم هي من صلب مفاهيم النظرية الواقعية التي نعرفها اليوم، حيث تم تطويرها عبر تلاحق العصور على أيدي مفكرين وفلاسفة آخرين.

2- نيقولو ميكيافيلي Niccolo Machiavelli  1469-1527: هو فيلسوف وسياسي إيطالي إستفاد من الحضارة الإغريقية وكتب وطوّر عليها، ولقد عاش ميكافيللي في فترة مشابهة لفترة ثيوسيديدس من حيث البنية السياسية للمجتمع والحروب، وقد كان مكيافيلي شغوفاً بالسياسية ويظهر ذلك عندما نعرف أنه كان دبلوماسياً حتى سقوط حكم فلورنسا 1512.

لقد كتب ميكيافيلي عن مفاهيم واقعية مثل: (القوة، توازن القوى، الأحلاف وطبيعة نشوؤها، أسباب الصراعات والحروب)، إلا أن أهم ما جاء به ميكيافيلي في كتاباته هو تركيزه على الأمن القومي، والذي يتمثل برأيه في النظام السياسي والحاكم، أي بقاء النظام والدولة.

لقد ألّف ميكافيلي العديد من الكتب كان أبرزها كتاب الأمير-The Prince  الذي أهداه لحاكم فلورنسا، وفيه نصائح وتوصيات لتثبيت الحكم، ومبادئ تعتبر لا أخلاقية بنظر الفرد، وضرورية للحاكم كمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة).

3- توماس هوبز 1679-1588 Thomas Hobbes: تأتي أهمية توماس هوبز من كونه فيلسوفاً قدم تصوراً للمجتمع من دون سلطة مركزية، وقد سمى هذه الحالة بالحالة الطبيعية (State of Nature)، وقد تم تطبيق هذه الحالة في العلاقات الدولية من حيث التشابه ما بين الحالة الطبيعية والفوضوية في النظام الدولية (Anarchy) من حيث غياب السلطة المركزية، والتي لو وجدت لتم معاقبة الظالم وإنصاف المظلوم وتطبيق القواعد والقوانين.

أيضاً فإن هوبز من الفلاسفة المؤكدين على الطبيعة الشريرة للإنسان، وهو ما تفترضه النظرية الواقعية أساساً.

4- إدوارد هاليت كار 1892-1982 Edward Hallett Carr: يعد كار من أهم المفكرين الواقعيين الذين أسسوا النظرية الواقعية التقليدية كمدخل لتفسير العلاقات الدولية أكاديمياً، حيث أنه كان في طليعة المنظرين الذين نظروا للواقعية في فترة ما بين الحربين العالميتين (1919-1939)، وقد قاد كار الواقعيين في ما يعرف بالجدال الأول-First Debate في مجال نظريات العلاقات الدولية أمام المثاليين (Idealism)، حيث جادل بأن دراسة العلاقات الدولية يجب أن تبنى على ما هو قائم فعلاً أي الواقع وليس ما يجب أن تكون عليه، فالواقع أن الدول تبني سياستها وعلاقاتها الخارجية بناءً على مصلحتها الوطنية وقوتها كدولة، وليس وفقاً لقواعد القوانين الدولية إلا بقدر ما تخدم هذه القوانين مصلحتها الوطنية.

وفي كتابه أزمة السنوات العشرين-The Twenty Years Crises يشير كار إلى أنه لا يوجد إنسجام في المصالح بين الدول، بل إن هناك تعارض وتضارب يجعل الدول تسعى دوماً لزيادة قوتها لحماية مصالحها وأمنها الوطني.

كما أن كار يفرق ما بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية كما يفعل معظم أتباع الواقعية التقليدية، حيث يشير إلى أن السياسة الخارجية تتم في بيئة تغيب عنها السلطة المركزية التي تنظم القوانين وتنفذها مما يجعل المصالح منسجمة داخلياً، على العكس تماماً من السياسة الخارجية.

5- هانز مورغنثاو Hans Morgenthau 1904-1980: يعد هانز مورغنثاو في طليعة المفكرين الواقعيين الذين حاولوا وضع الأُسس العلمية للنظرية الواقعية، ويعتبر كتابه السياسة بين الأمم-Politics Among Nations مرجعاً أساسياً في دراسة العلاقات الدولية، فقد جاء هذا الكتاب بعد الحرب العالمية الثانية ليعطي دفعةً قوية للنظرية الواقعية ويعزز من مصداقيتها ويشكل مرجعاً أساسياً للسياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وخلال الحرب الباردة.

6- هنري كيسنجر ؟؟؟؟ - Henry Kissinger 1923: عُرف كيسنجر الذي شغل مناصب سياسية هامة في الولايات المتحدة الأمريكية كان من أهمها متشاراً للأمن القومي، ووزيراً للخارجية الأمريكية، أنه متبنٍ للواقعية ليس فقط على مستوى الممارسة العملية، وإنما على المستوى الفكري الأكاديمي، فأطروحته للدكتوراة كانت بعنوان "عالم معاد البناء" حيث درس فيها فترة توازن القوى في السياسة الدولية الأوروبية بعد الحرب النابليونية 1815 ولغاية الحرب العالمية الأولى 1914، وأوضح كيسنجر في دراسته أهمية توازن القوى في الحفاظ على استقرار النظام الدولي.

يغلب على كافة كتب كيسنجر منذ أولها عن السياسة الخارجية الأمريكية ولغاية كتابه عن الدبلوماسية الفكر الواقعي، ويتأكد ذلك في تركيزه على القوة والمصلحة الوطنية وتوازن القوى في السياسة الدولية.


الافتراضات الرئيسية للنظرية الواقعية:

تستند النظرية الواقعية إلى عدة افتراضات رئيسية، يتبناها أنصار هذه النظرية ويفسرون التفاعلات والعلاقات الدولية من خلالها، وأبرز هذه الإفتراضات هي:
1- أن العلاقات السياسية تحكمها قوانين موضوعية تضرب بجذورها في أعماق الطبيعة البشرية، وتبرز من خلال الطبيعة البشرية الشريرة والخطيئة وإمتلاك القوة التي ينزع الإنسان لها. 

2- يرفض الواقعيون تطبيق المبادئ الأخلاقية على سلوك الدول، ويدعون إلى تنقية سلوك الدولة من هذه المبادئ، حيث يعتبرون أن الدولة عندما تسعى لتحقيق مصالحها الوطنية تكون محكومة بقِيم مختلفة عن القِيم التي يحملها الأفراد في علاقاتهم الشخصية، ويؤكدون على أن معيار الحكم على سياسة معينة هي بنتائج تلك السياسية، ويعتبرون أيضاً أن الخلط ما بين القِيم الفردية وقِيم الدولة يعني وضع الأساس لكارثة قومية، لأن المسؤولية الأولى لرجل الدولة هي الحفاظ على بقاء الدولة، وهذا الإلتزام يتطلب منه أخلاقيات تختلف عن تلك التي لدى الفرد.   

3- أن الدولة الوطنية-Nation-State هي الوحدة الأساسية للتحليل، وأنها الفاعل الأساسي في العلاقات الدولية، وأن الفواعل الأخرى (كالمنظمات الدولية والشركات متعددة الجنسية) هي فواعل ثانوية إذا ما تمت مقارنة دورها بدور الدولة الوطنية.

4- يفترضون أيضاً أن الدولة تشكل وحدة متكامة-Unitary Actor، حيث يرون أن الدولة تتصرف وكأنها فاعل واحد على الرغم من وجود العديد من مراكز القوى واتخاذ القرار داخل الدولة، ويعنون بذلك أنه مهما كان هناك تباين في وجهات النظر داخل الدولة إلا أنه سيتم حل الخلاف بالنهاية لتصبح الدولة تتكلم بصوت واحد على الصعيد الخارجي، وهذا يعني أن الدولة تشكل الفاعل الأساسي في العلاقات الدولية.

5- يفترض الواقعيون أن الدولة تتصرف بشكل عقلاني-Rational Actor، أي أن الدولة كفاعل في العلاقات الدولية لها أهداف ومصالح وتتصرف بشكل عقلاني أي أنها توازن ما بين الربح والخسارة في كل تصرف تقوم به الدولة، وعلى الرغم من إقرار الواقعيين بوجود البيئة التي تسمى عدم الوضوح-Uncertainty واختلاف وجهات النظر والعوامل المؤثرة بها، إلا أن الدول سوف تتصرف وتتخذ أفضل القرارات من بين جميع الخيارات المتاحة.
6- أن  المصلحة الوطنية تُعرّف دوماً بالأمن القومي-National Security، وأن مسألة البقاء-Surviving تشكل المحدد الأساسي لسلوك الدولة.

ولا تقتصر مصالح الدولة على ما ذكر فقط، وإنما تمتد لتشمل كذلك مصالح يشار لها بالسياسات العليا-High Politics وهي المتمثلة بقضية القوة العسكرية والسياسية حيث تسيطر على اهتمامات وأولويات الدولة لتحقيق الأمن القومي، وتمتد لتشمل أيضاً مسائل السياسات الدنيا-Low Politics المتمثلة بالتجارة والإقتصاد وغيرها، لذلك تستخدم الدولة قوتها لتحقيق أهدافها على المستويات الأمنية والإقتصادية معاً. 

7- أن العلاقات الدولية تتم في ظل نظام دولي تغيب عنه السلطة المركزي ويوصف بالفوضوي-Anarchic.

8- يعتقد أتباع النظرية الواقعية أن الصراع على القوة هو جوهر العلاقات الدولية كما ذكر ذلك هانز مورجنثاو-Hans Morgenthau في كتابه "السياسة بين الأمم": ( إن السياسة الخارجية كأي سياسة أخرى صراعٌ على القوة).    


الانتقادات الموجهة للنظرية الواقعية:

على الرغم من هيمنتها شبه الكاملة لفترات طويلة في دراسة العلاقات الدولية، والإنتاج المعرفي الضخم الذي قدمته النظرية الواقعية، إلا أنها لم تسلم أيضاً من الانتقادات، وكان النصيب الأكبر من هذه الانتقادات موجه من قِبل أتباع النظريات الأخرى، وأهم هذه الانتقادات هي:

1- التركيز على إستخدام التاريخ: حيث يعيب بعض الباحثين على الواقعيين محاولاتهم إستخدام مفاهيم سياسية من الماضي لتحليل النظام الدولي المعاصر (السعي لتحديد أهداف محدودة للدولة، فصل السياسة الخارجية عن السياسة الداخلية، الدبلوماسية السرية، توازن القوى كوسيلة لإدارة الصراع)، حيث يُلح الواقعيين على الدول للعودة للمماراسات التي عُرفت في أزمنة سابقة، وفي ذلك مبالغة من حيث مدى إمكانية تطبيق ذلك في مثل هذا التغيير في النظام الدولي الحالي.

2- تُركز هذه النظرية بشكل كبير على مفهوم القوة، وتجعل منه المحور في التحليل للعلاقات الدولية، وفي المقابل تُغفل هذه النظرية العوامل الأخرى وخاصة العوامل الإجتماعية، وقد بدا ذلك واضحاً في عدم قدرة هذه الواقعية على شرح وتفسير بعض الظواهر التي تدخل في مكوناتها المتغيرات الإجتماعية.

3- أن المنظرين الواقعيين لم يتفقوا على تعريف واحد متفق عليه لمفهوم القوة، بحيث يصبح مناسباً للبناء عليه، فبعض الواقعيين عرّفوا القوة بأنها أداة ووسيلة لتحقيق الأهداف وعلى رأسها الأمن القومي، فيما تبنى فريقاً آخر تعريفاً مختلفاً يجعل من القوة هدفاً تسعى الدولة لزيادته.

4- الخلاف حول مفهوم المصلحة الوطنية، ويشتد الخلاف بين الواقعيين عند ربط مفهوم المصلحة الوطنية بمفهوم القوة.

5- وجه أتباع المدرسة السلوكية إنتقادات حادة للواقعيين التقليديين خصوصاً في الجوانب ذات الصلة بالبناء النظري والمنهجي للواقعية، حيث كانت الثورة السلوكية ضد المناهج والأساليب السائدة عموماً، ومنتقدةً التوجه الفلسفي للواقعية خصوصاً، وافتقار الطرح الواقعي للمنهجية العلمية وعدم إستخدام المناهج الكمية والإحصائية التي تضفي الصبغة العلمية على حقل العلاقات الدولية. 

6- الإنتقادات التي برزت مطلع سبعينيات القرن العشرين من مجموعة من التيارات عُرفت بالتيار التعددي حينها، وتركزت الإنتقادات حول إقصاء الواقعيين التقليديين للفاعلين الآخرين من غير الدول (كالمنظمات الدولية، والمنظمات غير الحكومية، والشركات متعددة الجنسية، والأحزاب العابرة للقومية). 

 

المصادر والمراجع:

بول روبنسون، قاموس الأمن الدولي، ترجمة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، الطبعة الأولى، 2009، الإمارات العربية المتحدة.

جيمس دورتي، روبرت بالستغراف، النظريات المتضاربة في العلاقات الدولية، ترجمة د. وليد عبدالحي سليم، كاظمة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1985، الكويت.

د. خالد موسى المصري، مدخل إلى نظرية العلاقات الدولية، دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2014، سوريا.

حكيمي توفيق، أطروحة مقدمة لنيل درجة الماجستير بعنوان: الحوار النيوواقعي النيولبيرالي حول مضامين الصعود الصيني، كلية الحقوق، جامعة باتنة، 2007-2008، الجزائر.

د. خالد موسى المصري، الوضعية ونقادها في العلاقات الدولية (دراسة نقدية للنظريات الوضعية)، مجلة جامعة دمشق للعلوم الإقتصادية والقانونية، المجلد 30-العدد الأول، 2014، جامعة دمشق، سوريا.

إقرأ أيضاً

شارك أصدقائك المقال

ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ

ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.

اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.


كافة حقوق النشر محفوظة لدى الموسوعة السياسية. 2024 .Copyright © Political Encyclopedia