ادعمنا

التجسس - Espionage

تُعد المعلومات قوّة أساسية تحاول الدول جمعها أو السيطرة عليها بغية استخدامها في اتخاذ القرارات وتحديد العلاقات التي تربطها مع باقي الدول. فمن يمتلك المعلومات يستطيع أن يتحكم بغيره، كونه يكون على علم بكافة التفاصيل التي يحتاجها عن الطرف الآخر. وقد أبدت مختلف القوى منذ العصور القديمة أهمية لجمع المعلومات حول القوى الأخرى المنافسة لها بمختلف الأساليب. فذهب البعض منها إلى التجسس لتحقيق هذه الغاية، حيث في بعض الحالات يتم اللجوء إلى الوسائل السرية وغير الشرعية بهدف نقل المعلومات. فكيف تطور مفهوم التجسس؟ وما هي مختلف أساليبه وأنواعه؟

 

تعريف التجسس معجمياً

وردت عدة تعريفات في المعاجم حول "التجسس". فتبعاً لمعجم اللغة العربية المعاصرة، ذُكرِ تعريف تجسس الخبر على أنه: "استطلعه وبحث عنه، تفحّصه بطريقة غير مشروعة"، وتجسس الشخص/ تجسس على الشخص أنه: "قام بجمع المعلومات عنه لجهة ما". كما يُعرف الجاسوس ضمن المعجم نفسه بأنه "من يقوم بجمع معلومات سرية لجهة معينة". 

وبالاستناد إلى المعجم الوسيط، يُعرف تجسس الخبر على أنه: "بحث عنه وفحصه"، وأن الجاسوس هو "من يتجسس الأخبار ليأتي بها". بالإضافة إلى ذلك، ورد تعريف التجسس ضمن المعجم السياسي وفقاً لما يلي: "يشمل هذا المصطلح جميع الأعمال الموجهة للحصول على المعلومات والاستخبارات عن طريق الأعمال السرية، وقد يكون ذلك عن طريق شخص يقوم بجمع المعلومات عن بلده لجهة أجنبية معينة، والبحث عن الأخبار وفحصها، وإرسالها عبر شبكة تجسس."

 

مفهوم التجسس

يُعرف ادموندسون- Edmondson التجسس على أنه: "نشـــــــاط غیـــــر قــــــانوني یمارســه شــخص عینتــه أو كلفتــه دولــة أجنبیــة بغیـة الحصـول علـى معلومـات ســــریة تتعلــــق بالــــدفاع الــــوطني لدولــــة." لذا من خلال هذا التعريف يتبين أن التجسس عملية غير قانونية تقوم بها دولة ما لحصول على المعلومات من الدولة الأخرى. وهذه المعلومات تكون سرية لما لها من تأثير على خيارات الدولة الاستراتيجية. كما يشير ديتوربت- Detourbet إلى أنّ التجسس هو "(السعي سراً نحو جمع المعلومـات الخاصـة بالدولـة بنیة تسلیمها إلى حكومة أجنبیة الأمر الذي یؤدي إلى الإضرار بالدولة)." فيتضح من خلال هذا التعريف أن التجسس يسبب أضراراً للدولة كونها تسلم المعلومات إلى جهات أجنبية تستخدمها ضد مصالح الدولة التي تم التجسس عليها.

علاوة على ذلك، يقول ممدوح الشيخ حول التجسس أنها "ظاهرة قديمة قدم التاريخ الإنساني، عرفها الإنسان في صراعاته المتعددة (دينية- قومية- اقتصادية) وتطورت الجاسوسية في كل مجتمع بشري بقدر يناسب ما لديه من وسائل لجمع المعلومات ونقلها وتحليلها، ويكاد القرن العشرون يكون أحفل الحقب في التاريخ الإنساني بهذا النشاط الحيوي المثير، المحوط في وعي الناس بكثير من الغموض والإبداع والتفرد، وقد كان المناخ السياسي العالمي الذي دأب على الانتقال من توتر إلى توتر سبباً من أسباب تضخم الظاهرة، وبالتالي تضخم الأجهزة التي تقوم بها، وازدياد نفوذها." فالمقصود بهذا التعريف أنّ أساليب التجسس تختلف باختلاف قدرات الجهة التي تقوم به.

 

تطوّر مفهوم التجسس 

كما ذُكِر آنفاً، إنّ التجسس ظاهرة قديمة، إذ أنها ليست حديثة النشأة. فقد كانت مهنة التجسس من المهن الأساسية التي يلجأ إليها الأفراد. فاستخدمت مختلف الشعوب والحضارات التجسس لتحقيق غايات معينة، حيث كان أمرًا اهتم به الانسان بكافة المراحل التاريخية وما زال بتطور لافت. "في كل القرون الماضية مارست الأمم والشعوب الكبيرة مهنة التجسس للدفاع عن مصالحها أو لدعم تلك المصالح. لكن التجسس كان محصوراً آنذاك بفترات الحرب، باستثناء بعض الدول التي حرصت على المحافظة على دوائر استخبارات واسعة في جميع الظروف." فلم تكن القوى التي تنوي الغزو أو المحاربة تقوم بأي خطوة إن لم تعرف مسبقاً بكافة الأخبار والمعلومات المرتبطة بالعدو مثل جيشه وأرضه وأوضاع سلاحه وغيرها. ومن ثم أخذ يتطور مفهوم التجسس حتى بات يُنظم ضمن الأجهزة الاستخبارية للدولة. فبالنسبة إلى ارنست فولكمان- Ernest Volkman إنّ التجسس مهنة محيطة بالسمعة الرديئة مما شجع على تغيير المصطلحات. فيقول فولكمان في هذا الصدد: "وحتى في هذه الأيام، في وقت جعلت فيه مؤسسات التجسس الوطنية المتعددة عملية التجسس حقيقة راسخة، فإنّ كلمة 'الجاسوس' ما زالت كلمة غير لطيفة. وهذا هو السبب الذي جعل مؤسسات التجسس تُفضل أن تطلق على نفسها 'وكالات الاستخبارات'." فقد تم استخدام التجسس بمختلف أساليبه وأنواعه سواء التقليدية أو الحديثة في مختلف المراحل كفترة الغزوات وإبان الحربين العالميتين الأولى والثانية وخلال الحرب الباردة وغيرها. وعمل المصريون القدماء على تنظيم عملية التجسس وتُعد من أوائل القوى التي نظمت جهاز مخابرات. وهذا "قبل حوالي ٥,٠٠٠ عام في مصر القديمة، وذلك حينما استحسن الملك تحتمس الثالث فكرة إخفاء رجال داخل أكياس الدقيق للتجسس على مدينة يافا المحاصرة. وقام تحتمس الثالث بتنظيم أول جهاز حكومي رسمي في التاريخ". وكذلك خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية نشط التجسس بين مختلف المعسكرات لجمع الوثائق والأخبار والتأثير على مجرى الأحداث. كما خلال الحرب الباردة استخدمت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي التجسس لرصد تحركات بعضهما البعض. وبعد انتهاء الحرب الباردة وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية في النظام العالمي نشطت أنواع أخرى للتجسس قائمة على التجسس العلمي والتكنولوجي. فسيُعرض فيما بعد التطور في أساليب التجسس وأنواعها وصولاً للأيام الحالية.

 

أسباب التجسس

تتعدد الأسباب التي تدفع إلى التجسس ولعلّ أبرزها يتمثل فيما يلي:

- جمع المعلومات حول الدول المعادية مما يساهم في تكوين صورة مفصلة عن العدو في حال الحرب وكذلك معرفة سياسته الداخلية والخارجية، وهذا ما أشرنا إليه سابقاً. فيستخدمون المعلومات التي جُمعت لتحصين مكانة الدولة التي يتم التجسس لصالحها ولتأخذ خطواتها والقيام بالتكتيك تبعاً للمعلومات المتوفرة لديها. وعلى سبيل المثال، "منذ نشأة الولايات المتحدة، انخرطت في أنشطة تجسس وجمع معلومات استخبارية من أجل مهاجمة أعدائها."

- تجنب الحسابات الخاطئة، حيث التجسس يساعد الدولة على معرفة نوايا وحقائق عن الدولة التي يتم التجسس فيها. ولكن هذا مرتبط بمدى دقة وسيلة التجسس أو الجاسوس. حيث "الجاسوس عند بعض الدول قد يوفر ألف أو مليون جندي من الموت، وقد يؤدي عمله إلى مقتل ألف أو مليون أو إلى تغيير حكومة أو اسقاط عهد وقيام عهد. الجاسوس الجيد قد يغني عن فعل عشرات الطائرات النفاثة وعشرات الصواريخ."

- جمع المعلومات للدول الصناعية وذلك للتعرف على كافة الظروف الاقتصادية والتطورات التكنولوجية التي تنشأ في الدول الأخرى، وذلك لمعرفة كافة الأسرار الاقتصادية والتقنية. وهذا الأمر قد لا يكون مقتصر بالتجسس على الدول وإنما على الشركات. فبعض الشركات تبقي على سرية وصفة منتوجاتها وذلك لضمان تفوقها في مواجهة منافسيها. فهذا ما يدفع الأطراف الأخرى إلى القيام بالتجسس لمعرفة هذه الأسرار. 

 

أنواع التجسس

لا يوجد نوع واحد للتجسس وإنما هناك أنواعاً متعددة تختلف مع طبيعة الدولة وأهدافها والغايات التي تنوي الوصول إليها من التجسس. وهي تتجلى فيما يلي:

- التجسس العسكري: وهو من أقدم أنواع التجسس وأولها، حيث كانت تعمل الدول على جمع المعلومات العسكرية حول الدول الأخرى. وذلك بغية معرفة الأسرار العسكرية والمعلومات الدقيقة حول الخطط والاستراتيجيات العسكرية وأنواع الأسلحة والتجهيزات التي تمتلكها دولة ما. فهي تعد بمثابة رصد لتحركات الدول لاتخاذ القرارات العسكرية وتحسباً لأي عمل عسكري قد تقوم به.

- التجسس السياسي: وهو النوع الذي يرتكز على مراقبة كافة الأوضاع السياسية سواء الداخلية أو الخارجية بغية رصد تحركات ومواقف الجهات السياسية كالرؤساء والزعماء والأحزاب السياسية والتنظيمات الأخرى. فمن خلال التجسس يمكن لدولة ما أن ترصد وتتحكم في مختلف المفاصل السياسية، حيث يمكنها "التحكم في سيادة الدول واتجاهاتها، أو إلى اغتيال بعض السياسيين أو إلى زرع بذور الفتنة، أو تحطيم الأنظمة السياسية المعادية."

- التجسس الاقتصادي: وهو النوع القائم على التجسس على الشؤون الاقتصادية وكل ما يتعلق في موارد الدولة وثرواتها الإنتاجية ووضعها المالي والتجاري. فهذا ما يساعد الدولة التي تقوم بالتجسس من تحديد قدرات الدول الأخرى الاقتصادية.

- التجسس العلمي والتكنولوجي: حيث يقوم هذا النوع على مراقبة الأسرار العلمية والكشف عن تقدم الدول الأخرى في هذا المجال. وذلك من خلال البحث عن الأبحاث والدراسات والاختراعات في مختلف المجالات. حيث تتنافس الدول فيما بينها على الصعيد العلمي والتكنولوجي وإن امتلاك المعلومات حول الدول المنتجة الأخرى يساعدها على كسب المنافسة والتفوق بها.

- التجسس الدبلوماسي: وهو النوع الذي يقوم على إساءة استعمال الحصانة الدبلوماسية، حيث تعمل البعثة الدبلوماسية على استغلال صلاحياتها وحصاناتها لجمع معلومات تقدم لدولتها حول الدولة المضيفة. ولكن ليس التجسس سرياً في كافة الأحوال فإنما في بعض الأحيان ينطلق من مهام البعثة المنوط بها ارسال تقارير دورية لدولتها بالإضافة إلى الدراسات. وقد "تسهم دار البعثة الدبلوماسية في تسهيل عملية التجسس باعتبارها حصناً يحتمي به أفراد البعثة الدبلوماسية، ويستفيدون من حرمتها في ممارسة عملية التجسس".

- التجسس الالكتروني: وهو من الأنواع الحديثة التي نشطت مع بروز الثورة المعلوماتية، حيث يتم اختراق مواقع الكترونية للحصول على معلومات سرية غير معلن عنها. ويتم استخدامها بين الدول الكبرى والصراعات القائمة فيما بينها وذلك من خلال الهجوم على مواقع الدول المعادية ومراقبة تحركاتها عبر الأجهزة الحديثة. كما أنّ من الممكن أن يقوم بالتجسس الالكتروني شركات وأفراد عاديين هدفهم زيادة نسبة المبيعات. وقد يتم هذا التجسس من أفراد ينوون من خلاله ابتزاز أفراد آخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

أساليب التجسس 

تتعدد أساليب التجسس بين دولة وأخرى، ومن الصعوبة تعدادها كون التاريخ قد عرف نماذج عديدة للتجسس. ولكن غالباً ما كان يتم عبر الجاسوس الذي يدخل إلى دولة ما بشخصية مزيفة ليقوم بهذه المهمة مستخدماً مختلف الوسائل. حيث تتراوح آلية تجسس الجاسوس بين الاعتماد على حواسه كالسمع والنظر لنقل تفاصيل ما يشاهده ويسمعه أو من خلال وضع كاميرات مراقبة أو أجهزة تنصت في أماكن هامة. وقد تفنن الجواسيس في اختيار المكان الذي تخبأ فيه هذه الكاميرات كجذع الشجرة. ومثلاً عمدوا على استخدام "منطاد الهواء الساخن، وهو الذي اخترعه في القرن الثامن عشر مونتغولفيه في فرنسا. في أواسط القرن التاسع عشر بدأ الاستطلاع الجوي وكان غاسبارد فيلكس تورشون أحد أكثر المدافعين عن الاستخدام العسكري للمنطاد، وهو فرنسي، وكان أول من التقط صورة من المنطاد عام 1858. وفي بعض الحالات قد تم تجنيد الحيوانات للقيام بالتجسس كالطيور والقطط والكلاب وغيرها… ومع التطور التكنولوجي بات هناك أشكالاً وأساليباً جديدة تُساعد في عملية التجسس كالأقمار الصناعية وطائرات التجسس والتطبيقات الاكترونية. وكذلك أصبح هناك أساليباً الكترونية جديدة أخرى مثل تلك التي ترتكز على الحشرات التجسسية مثل "اليعسوف والصرصار والذبابة هم 3 أنواع حشرات تم تطوير أجهزة تجسس تشبههم تماما ولكل واحد منهم تقنيات ومميزات تختلف عن الآخر، تم تطوير هذه الأجهزة في سنوات مختلفة ولكل منهم لوظيفة، أهم وظيفة وأكثرها حساسية هي التي تملكها ذبابة التجسس وهي أن تحط على جسد الشخص المطلوب بمساعدة أجهزة الاستشعار والكاميرات الدقيقة وبعد أن تحط على جسده تقوم بسحب عينة حمض نووي من الشخص وحملها إلى المركز المختص دون أن يشعر الشخص."

 

نماذج عن حالات التجسس

إنّ التاريخ حافل بحالات التجسس سواء في السلم أو الحرب، ستُذكر بعض الأمثلة لايضاح المفهوم أكثر:

- التجسس عند الاغريق والرومان: استخدم الاغريق التجسس لمعرفة الأسرار والمعلومات حول المعارك حيث يعمل الجواسيس على اعداد تقارير حول اقتراب العدو وغيرها من المهام في نقل الرسائل. فقد "استخدم الاغريق نقل الرسائل السرية إذ قام أحد الامراء في العصر الاغريقي بقص شعر أحد العبيد لديه ثم طبع رسالة والمراد توصيلها على جلد الرأس بطريقة الوشم وكانت هذه الطريقة غاية الغرابة وانتظر العبد حتى ينمو شعر رأسه من جديد حتى تختفي الرسالة ثم يوصلها إلى الطرف الآخر الذي بدوره يقوم بقص شعر العبد مرة أخرى ليتسنى له الاطلاع عليها." وكذلك قد استخدم الرومان التجسس كونها كانت تتعرض لغزوات مفاجئة، اذ رأوا أنه هناك حاجة لتعيين حرس أمبراطوري مهمتهم التجسس على المعادين وتنفيذ عمليات اغتيال وقد عملوا على استخدام الشيفرة في المراسلات السرية أي استبدال بعض الحروف. 

 

- ريتا ايليوت - Rita Elliott: وهي من إحدى الجواسيس التي عينها السوفيات في اوستراليا واسمها الحقيقي غريغورييفنا. حيث تم ادخال ايليوت لتلقي التدريب في معهد غازينا للتجسس في العام 1945، وقد "نص أحد تقارير نجاحها الذي أرسل إلى مقر قيادة دائرة الاستخبارات في موسكو على الآتي: 'لدى هذه الطالبة مقدرات غير اعتيادية ليس بالنسبة إلى ما يتعلق باللغة فحسب ولكن في حقول أخرى من الدراسة المتفهمة أيضاً. فقد خلقت لتكون عميلة وسوف تتعدى أعلى تقديراتنا في نطاق مهنتها في المستقبل…'."فقد امتلكت في فترة لا تتعدى الأربعة عشر شهراً القدرة على التكلم والتصرف وكأنها ولدت في أوستراليا. وقد انتقلت إلى ملبورن وبدأت بنشاطها التجسسي وارسال الوثائق والتقارير السرية إلى دائرة الاستخبارات السوفياتية. وقد كانت تستخدم أسلوب التنويم المغناطيسي لتحقيق غاياتها في التجسس، حيث كانت تستدعي الرجال وتمزج لهم مخدر في المشروب ومن ثم "تستطيع بعد ذلك تنويمهم مغناطيسياً موحية لهم بأنهم يقومون بأداء تقارير إلى رؤسائهم، فتستجوبهم بخبرة بحيث يتكلمون بحرية. إلاّ أنّ مكافحة الجاسوسية الاسترالية تنبهت إلى أنها من الممكن أن تكون جاسوسة فوضعتها تحت الرقابة إلاّ أنها لم تثبت عليها شيء. فاستكملت عملها ضمن العمل الفني التي كانت بارعة فيه وهو أعمال السيرك ومن بعدها استدعتها موسكو كونها لا تستطيع القيام بعد في أعمال تجسسية.

- دميتري بولياكوف - Dimitri Poliakov: وهو عميل مزدوج، عمل في وكالة المخابرات العسكرية التابعة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، ومن ثم قدم نفسه كعميل لأمريكا. حيث كان يعمل في البعثة السوفياتية لدى الأمم المتحدة في نيويورك مما جعله قادر على جمع المعلومات السرية. وقد أعطى معلومات قيمة للولايات المتحدة الأمريكية مكنتها من اتخاذ قرارت هامة خلال الحرب الباردة، حيث ساعدها على تشكيل استراتيجيتها خلال هذه الفترة وساعدها في التعامل مع الأسلحة السوفيتية. حيث كان يصور وينقل لأمريكا وثائق سرية ولكن فيما بعد تم استدعائه إلى موسكو وقيل أنه انكشف أمره وتم إعدامه. حيث "نشرت صحيفة برافدا الرسمية التابعة للحزب الشيوعي مقالًا أعلن أن «بولياكوف» قد ضُبط متلبسًا بالتجسس، وتم أسره وحُكم عليه بالإعدام." وقد كان لبولياكوف دوراً في تقدم أمريكا خلال الحرب الباردة، حيث يقول "مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جيمس وولسي، الذي قال لمراسل في عام 2001: 'ما فعله الجنرال بولياكوف للغرب لم يساعدنا فقط على الانتصار في الحرب الباردة، لقد منع الحرب الباردة من أن تصبح ساخنة'."

لذا إنّ التجسس ساهم في العديد من الحالات في اتخاذ قرارات مصيرية أثرت على واقع النظام الدولي، ومع التقدم التكنولوجي والثورة المعلوماتية باتت عملية التجسس أوسع وأشمل. وفي مختلف النزاعات بات هناك جيوش الكترونية تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أجندات سياسية ضمن اطار الحرب النفسية التي تُمارس بين القوى المتنازعة. فما المقصود بالحرب النفسية؟ وكيف تختلف عن غيرها من الحروب؟ 

 

 

 

المصادر والمراجع:

أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، المجلد الأول، عالم الكتب، الطبعة الأولى، مصر، 2008.

مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، الطبعة الرابعة، مصر، 2005.

وضاح زيتون، المعجم السياسي، دار أسامة، الطبعة الأولى، الأردن، 2010.

ليث الدين صلاح حبيب، التجسس وأحكامه إبان النزاعات المسلحة، مجلة جامعة الأنبار للعلوم القانونية والسياسية، العدد الأول.

ممدوح الشيخ، التجسس التكنولوجي سرقة الأسرار التقنية والاقتصادية، مكتبة بيروت، عمان، 2015.

مجموعة من المؤلفين، الجاسوسية في العالم، دار الحسام، لبنان، 1988.

إرنست فولكمان، عملاء سريون غيروا مجرى التاريخ، ترجمة مصطفى الرز، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى، مصر، 1999.

نادر عبد العزيز شافي، مقال بعنوان: جرائم التجسس، منشور عبر موقع الجيش اللبناني بتاريخ آب 2004، تاريخ آخر دخول: 27-08-2022، الساعة: 3:35.

محمد عثمان، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بعنوان: دور القانون الدولي في مواجهة التجسس الديبلوماسي، كلية الحقوق، جامعة الشرق الأوسط، العراق، 2015.

غراهام يوست، تقنية التجسس، ترجمة الرائد الياس فرحات، دار المناهل- دار الحرف العربي، لبنان، 1990.

أحمد بطو، مقال بعنوان: تعريف التجسس الالكتروني، منشور عبر موقع سايبر وان بتاريخ 30-07-2021، تاريخ آخر دخول: 29-08-2022.

حسن عبدالله، عدنان ساجت، مروة حسن، التجسس في الحضارات القديمة (3000 ق.م- 757 م)، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد 5، العدد 4، 30 آذار 2021.

سارة شريف، مقال بعنوان: قصة جاسوس روسي منع تحول الحرب الباردة إلى ساخنة: اختفى بشكل مفاجئ، منشور عبر موقع المصري اليوم بتاريخ 28-08-2020، تاريخ آخر دخول: 29-08-2022، الساعة: 10:53.

 Louise I. Gerdes, Espionage and Intelligence Gathering, Greenhaven Press, United States of America, 2004.

 

إقرأ أيضاً

شارك أصدقائك المقال

ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ

ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.

اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.


كافة حقوق النشر محفوظة لدى الموسوعة السياسية. 2024 .Copyright © Political Encyclopedia