دراسة تحليلية لوضع المرأة اثناء النزاع وخلال النزوح

مقال أكاديمي محكم

دراسة تحليلية لوضع المرأة اثناء النزاع وخلال النزوح

المصدر: قضايا سياسية

الكاتب: أ.د. أحلام شهيد علي، أ.د. علي عوده محمد

الملخص:

تعد مسألة النزوح من المسائل الاجتماعية المهمة والتي لها ابعادها النفسية وعانت منها المجتمعات في فترة النزاعات المسلحة ولجميع شرائحه فلحروب اثار كبيرة على المجتمعات فهي لا تدمر المباني والاقتصاد لكنها تدمر جسور الامان في نفو ابناء المجتمع فان اثر الحرب تطال مستويات وجودية منها علاقة الفرد بنفسه وعلاقته بالآخرين وهوية الجماعة والشعور بالانتماء اذ يختبر النازحون شعورا بالارتباك عائدا الى الحنين الى الماضي يقف حاجزا في تقبل الافراد الواقع الجديد او التأقلم معه مهما كان هذا الواقع امنا لان جميه النازحين يتشاركون مبدا واحد وهو استعادة مافقدوه من (وطن-وانتماء-وامان)، فالكثير من النازحين قد يعانون من شعور عميق بالحزن والاسى وحالة من الانكار لما لايقبله العقل. وكان للمرأة نصيب من تلك المعاناة أثناء النزاع وخلال النزوح اذ لاقت اهتمام من قبل المجتمع الدولي وذلك لخطورة النتائج المترتبة عليها خاصة ان النزوح اصبحت ظاهرة مجتمعية من المجتمعات التي تعاني من ويلات الحروب، اذ تزايدت اعداد النازحين فزادت الانتهاكات لحقوق الانسان تلك الانتهاكات احدثت خروقات لقواعد القانون الدولي الانساني، ومن هنا جاءت مشكلة البحث الحالي في التعرف على الالم النفسي للنساء اللواتي تعرضن لأحداث النزاع المسلح فضلا عن الاضطرار الى العيش في مخيمات النازحين. وقد هدف البحث الى التعرف على الاتي: 1-قياس الالم النفسي للنساء اثناء النزاع. 2- قياس الالم النفسي للنساء خلال النزوح. 3- تعرف دلالة الفرق بين الالم النفسي للنساء أثناء النزاع وخلال النزوح. 4-التعرف على أبرز الالام النفسية للنساء أثناء النزاع من وجهة نظرهن. 5- التعرف على أبرز الالام النفسية للنساء خلال النزوح من وجهة نظرهن. 6- تعرف دلالة الفرق في المشكلات التي تعاني منها النساء النازحات. 7- التعرف على دلالة الفروق في الالم النفسي للنساء أثناء وخلال النزاع تبعا لمتغير (العمر والحالة الاجتماعية). ولتحقيق أهداف البحث الحالي ثم أعداد أداة علمية لقياس الالم النفسي للمرأة، تألفت الاداة من (377) فقرة تقريرية مباشرة، أمام كل فقرة ثلاث بدائل للاستجابة، وقد تم التحقق من صدق الاداة وثباتها. ثم تطبيق أداة البحث على عينة من النساء بلغ عددها (580) امرأة في عدد من المخيمات المنتشرة في العراق وهي (الحمدانية، الانبار، خانقين، نينوى)، وبعد جمع البيانات المطلوبة ومعالجتها إحصائياً باستعمال الاختبار التاني لعينة واحدة، والاختبار التاني لعينيتين مستقلتين، وتحليل التباين الاحادي، توصلت الدراسة ال النتائج الاتية: ان عينة البحث لديهن الم نفسي أثناء النزاع بمستوى مرتفع، وانهن عينة يعانين من الالم النفسي خلال النزوح بمستوى مرتفع. وهناك فرق بين الالم النفسي للنساء أثناء النزاع وخلال النزوح ولصالح أثناء النزاع. وهناك فرق دال احصائيا في المشكلات التي تعاني منها النساء النازحات وهي (قلة الدعم المالي، قلة الطعام، عدم وجود مدارس، عد القدرة على مماسة الطقوس الدينية) ولصالح قلة الدعم المالي. وليس هناك فرق دال احصائيا في الالم النفسي للنساء أثناء النزاع تبعا لمتغير (الحالة الاجتماعية) ولصالح المطلقة. بينما ليس هناك فرق دال احصائيا في الالم النفسي للنساء خلال النزوح تبعا لمتغير (الحالة الاجتماعية). وفي اختتام الدراسة ثم تقديم عدد من التوصيات.