ادعمنا

الفكر السياسي عند سلامة موسى 1887 - 1958

مقال أكاديمي محكم

الفكر السياسي عند سلامة موسى 1887 - 1958
المصدر: المجلة السياسية والدولية
الكاتب: د. ليث احمد علي
الملخص:

بإمكاني القول أن الماركسية قدمت أهمية كبيرة لعلم السياسة والتاريخ من خلال تأكيدها على العوامل الاقتصادية التي عدّت انها المحرك لتطور التاريخ الإنساني بمراحله المختلفة، إلا أنها أغفلت من جانب آخر أهمية العوامل الدينية والاجتماعية والبيئية، أما كون ماركس هو من أوجد قواعد علم الاقتصاد فلا أتفق مع هذا الطرح لأن أسس علم الاقتصاد بمفهومه الحديث ظهرت منذ القرن السابع عشر في بريطانيا من خلال كتابات اندرو يارنتون (Andrew Yarranton)، آدم سمث (Adam Smith)، مالثوس (Malthus) وديفيد ريكاردو (David Ricardo)،( ) إلا أنه في المحصلة النهائية فإن موقف سلامة موسى من الماركسية مثل نقطة تحول بارزة في رؤيته الفكرية. وذكر أن "الاشتراكي المصري يجد نفسه في صف واحد مع الوفد. لأن الوفدية هي في صميمها الدعوة إلى الاستقلال. ولايمكن اشتراكياً ان يفكر في أي برنامج اشتراكي، ما لم يكن الاستقلال محققاً ناجزاً.... والاشتراكية والاستعمار ضدان، لا مصالحة بينهما. فالأولى تعاون ومساواة وعدل، والثاني استغلال وامتياز واحتكار"( )، والاستعمار والرجعية المصرية هما أعداء الإصلاح والتطور في مصر، والإصلاح يعني تكوين صناعة حديثة وتبني ثقافة علمية( ).اتخذ سلامة موسى موقفاً إيجابياً من حزب الوفد ينسجم مع تأثير هذا الحزب الأساسي والحيوي في واقع الحياة السياسية المصرية كرمز قيادي للحركة الوطنية، وكونه الحزب الوحيد الذي حاز على دعم الأغلبية والذي ترجم بشكل واقعي من خلال فوزه في كافة الانتخابات النيابية ماعدا الحالات التي لجأت فيها السلطات الحاكمة إلى تغيير نتائج الانتخابات بشكل غير قانوني، إضافة إلى إقصائه عدة مرات عن الحكومة، كما تجدر ملاحظة أن سلامة موسى حدد بوضوح أعداء النهوض الوطني في مصر لاسيما الاستعمار البريطاني والقوى الرجعية المصرية المتحالفة معه. وشجب في كانون الأول (ديسمبر) 1947 منح امتيازات استخراج النفط في منطقة رأس غارب على البحر الأحمر ومنطقة رأس مطامر في شبه جزيرة سيناء لشركات بريطانية وطالب بإلغاء هذه الامتيازات لأن هذا النفط هو ملك الشعب المصري، ودعا مجلس النواب المصري إلى سن قانون لمنع منح امتيازات أخرى للشركات البريطانية والأمريكية لاستخراج النفط أو أي معدن آخر( ).وبعد قيام ثورة 23 تموز (يوليو) 1952 أكد أن اتجاهه الاشتراكي هو امتداد لما ذكره عن الاشتراكية في كتابه الأول (مقدمة السبرمان) عندما كان عضواً في الجمعية الفابية الاشتراكية البريطانية( ).وامتدح موقف الاتحاد السوفيتي المؤيد لمصر خلال العدوان الثلاثي في عام 1956، وأيضاً الاتفاقية المصرية-السوفيتية لإقامة المصانع في مصر عام 1957( ).اعتقد أن التبدل في موقف سلامة موسى من الاتحاد السوفيتي سببه تحقق العديد من النجاحات في تجربته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبروزه كقوة دولية مؤثرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 كقطب دولي رئيسي في السياسة العالمية، ودعمه للحركات الاشتراكية والتقدمية المناهضة لقوى الاستعمار الغربي في العديد من دول العالم الثالث ومساعدته لهذه الدول في مشاريعها التنموية والنهضوية في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية.

الكلمات المفتاحية: الفكر السياسي، سلامة موسى، الماركسية



تحميل

شارك أصدقائك

ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ

ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.

اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.


للتواصل والاستفسار

[email protected]
كافة حقوق النشر محفوظة لدى الموسوعة السياسية. 2025 .Copyright © Political Encyclopedia