مقال أكاديمي محكم
يثير موضوع المرأة والديمقراطية الكثير من التساؤلات التجريدية والنظرية، منها بقدر ما يتعلق بموضوعنا. ما هي نوع العلاقة الترابطية بين الطرفين؟ هل هي علاقة تفاعلية؟ أي بمعنى لا تتحقق الديمقراطية إلا بتفاعلها مع نصف المجتمع ألا وهي المرأة! من زاوية آخرى لا تشعر المرأة بإنسانيتها ألا بقدر ما تحققه لها مبادئ الديمقراطية؟ فهل بتفاعلها يتحقق المطلوب؟ أم أنها معادلة من نوع آخر، تلك التي تقوم بالجوهر على أساس المتغير المستقل والمتغير التابع؟ واذا توفقنا مع ذلك من هو الذي نعتبره المستقل المتحكم والآخر تابع؟ هل نعتبر النظام الديمقراطي المتغير المستقل كفكر ومنهج أم ممارسته يؤثر على التابع "المرأة" فتستجيب له ايجابيا؟ ام العكس أن المرأة هي المتغير المستقل لأنها أكثر أهمية من الديمقراطية لتعمق ذلك الفكر وتوسع من منهجيته؟ وهل يمكن لنظام آخر غير الديمقراطية يحقق للمرأة إنسانيتها؟ من هو المحرك؟ ومن هو المتحرك؟ ومن هو المؤثر ومن هو المتأثر؟ ثم ماهو هدف الذي يجمع بين المرأة والديموقراطية؟ هو هو هدف مشترك ومتصل ومتواصل؟ أم أن المرأة جزء من أهداف متنوعة للديمقراطية؟ وكيف يتحقق هذا الهدف؟ ثم عن أي ديمقراطية نتحدث؟ وأي مجتمع؟ وفي أي زمان؟ وما هي الظروف المتحكمة بهما؟ هذه الأسئلة وغيرها ستكون محور الدراسة علاقة المرأة بالديمقراطية. وكما أن هذه الاستفهامات أكثر عن ماهية العلاقة بين طرف المعادلة والتي من المفروض أن تكون بين الإنسان والديمقراطية أكثر من كونها تحديد مع المرأة.. لكننا تطرقنا لذلك كي نوضح إن هذه الماهية هي الأكثر ضرورة لواقع نساء العالم النامي. تطورت الديمقراطية عبر الزمن، ابتدأ من النظام الديمقراطي في مدن أثينا الذي انطوى على سياقات وسياسات تصنفيه اجتماعية، وآليات إجرائية تنسجم مع ظروفه الموضوعية والذاتية آنذاك. تفاعلت المؤثرات الإنسانية/التاريخية مع الظروف الموضوعية والذاتية للتطور والتقدم الفكري عبر قرون مديدة، فأنتجت لذاتها مسالك عدة تنوعت الديمقراطية عبرها، وكما استعرضها "ديفيد هيلد في كتابه نماذج الديمقراطية"، فمنها: "الديمقراطية المباشرة في مدن أثينا اليونانية، والديمقراطية النامية، الديمقراطية الحديثة، الديمقراطية التنافسية التعددية الجديدة، الديمقراطية المشاركة.. وهكذا". فالمرأة هي المؤسس والمخطط للبناء الديمقراطي عبر تشربيها وتربيتها القيم الديمقراطية للعائلة، وان قيم الديمقراطية هي الحرية بأشكالها التي تضمن مبادئ حقوق الإنسان. المضمون والقيم والرمز للديمقراطية يمر عبر المرأة. وعليه نتساءل: هل يمكن بناء الدولة والمجتمع الديمقراطي في مجتمع تسيطر عليهما الثقافة الذكورية؟ وهل يمكن بناء الدولة والمجتمع الديمقراطي والمرأة فيه مضطهدة مهمشة خاضعة؟ وهل يمكن أن نؤسس بنية فوقية للديمقراطية "الدولة" وبنية تحتية "المجتمع" تسود فيه ثقافة الخضوع والخوف والمغالبة، والتنشئة العائلية/الاجتماعية تقليدية متخلفة؟
الكلمات المفتاحية: المرأة، الديمقراطية، المرأة العراقيةابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.