مقال أكاديمي محكم
ترتبط تركية بمنطقة الشرق الأوسط بشبكة من العلاقات المختلفة ذات المضامين التعاونية والطبيعية، السياسية، الأمنية، والروابط الاقتصادية. ولا يخفى ما لتركيا من علاقات تاريخية مع المنطقة العربية، اذ كانت تلك المنطقة جزءا من الإمبراطورية العثمانية. وتركية الحالية ما هي إلا وريثة تلك الإمبراطورية على الرغم من سياستها الكمالية التي أبعدتها عن جذورها الإسلامية والشرقية. وتعد هذه العلاقات بمختلف أوجهها وتأثيراتها ودلالاتها شيء مهم للسياسة التركية في المعادلات السياسية والأمنية الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ومع أن هذه التأثيرات ليست جديدة إلا أنها باتت تكتسب أهمية خاصة في ظل التغيرات التي طالت النظام الدولي سياسياً وأمنياً واقتصادياً وذلك بانهيار الإتحاد السوفيتي عام وانحسار نفوذه. مما أتاح للولايات المتحدة الأمريكية الإنفراد والتحكم في موازين السياسة والأمن في المناطق والأقاليم التي تتمتع بالأهمية وتتسم بالحساسية. وبطبيعة الحال فان تركيا وهي الدولة الحليفة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، قد أدركت أهمية التوجهات الأمريكية الجديدة في تشكيل المنطقة المستقبلية، لم يكن عليها إلا وان تلقي بكامل ثقلها وراء تلك التوجهات، لاسيما وان تركيا أخذت تشعر ان الأهمية التي كانت عليها بالنسبة للغرب والولايات المتحدة كدولة حليفة ضمن حلف شمال الأطلسي بدأت بالانحسار، بعد أن غير حلف الأطلسي إستراتيجياته بعد تفكك الإتحاد السوفيتي السابق. ولهذا فان السياسة التركية بدأت منذ ذلك الوقت، بالبحث عن دور فاعل لها في ظل الترتيبات الأمنية والاقتصادية الأوربية والأمريكية في المنطقة. بيد ان تركيا لا ترضى بدور محدود وإنما هي تسعة إلى ان تكون فاعلة مؤثرة في الوسط المحيط بها، وذلك لكي تجذب أنظار الدول الأوربية إليها كجزء من تطلعاتها للانضمام للاتحاد الأوربي، لاسيما وان النخب التركية تراهن في قبولها للاتحاد على أهمية الموقع الجيوسياسي لبلادها واعتبار ان التحاقها بالاتحاد الأوربي ينطوي على مصالح أساسية وإستراتيجية للطرفين.
الكلمات المفتاحية: تركية، مشاريع الشرق الأوسط، انهيار، الاتحاد السوفيتيابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.