ادعمنا
مقال أكاديمي محكم
تزامنا مع دعوات الاصلاح السياسي خلال الربع قرن الاخير بدأ الحديث في المنطقة العربية والاسلامية عن ظاهرة جديدة لم يكن لها من القوة والوضوح مالها اليوم، ونعني بها ظاهرة المجتمع المدني الذي اعتبر وجوده وحيويته في الوجود الاجتماعي امرا ايجابيا وعلامة على الحيوية والنشاط ودليل على وجود السيرورة الديمقراطية، وتزايد الاهتمام الشعبي به من خلال النظر اليه كعنوان وآليات تعمل على تمكين الافراد والجماعات وإبراز نشاطاً في المجال العام باستقلالية عن مؤسسات الحكومة، في هذه المرحلة اتسعت دائرة نشاط المجتمع المدني من حيث الحجم الكمي ومن حيث الانشطة والمساهمات التي يقدمها، والمهم في ذلك ان مفهوم المجتمع المدني اتجه الى التحرر من اسر التصورات الغربية له، الى استكشاف حدوده عبر آفاق انسانية رحبة استناداً الى قاعدة التنوع، لاسيما بعد ان بدأ المجتمع المدني يؤسس لما يعرف "بالتنمية المستدامة" التي تستند الى تعبئة الجماهير من اجل تغيير واقعهم الى الافضل، وتأكيد اعتمادهم على انفسهم في مقابل نفي الاعتماد علىى الدولة، بل أصبحت الدولة نفسها تعتمد على المجتمع المدني كأحد مصادر شرعيتها لأن مفهوم السياسية لم يعد صراع على النفوذ والموارد فقط، بل يعني ايضاً إدارة الشأن العام وهو ما يعبر عنه "بأستة السياسة". على ذلك لم يكن تصاعد القدرة والحضور المدعوم أكثر فاكثر للمنظمات الاسلامية غير الحكومية على الارضيات المعتادة للعمل المجتمعي شأناً عرضياً ويستفيد هذا التصاعد من التأثير المنشور للرسالة الاسلامية ذاتياً التي تضع مساعدة المحتاجين في عداد وصاياها الاولى في المنظمات الاسلامية غير الحكومية لتغرف منها اساس شرعيتها اصبح لا مانع - من الناحية النظرية - استعارة المصطلح وتبيئته في الوسط الاسلامي بعد استبعاد الأسس الفلسفية المعبرة عن نظرة الغرب للكون والحياة. وبذلك تصاعدت المحاولات التي قامت لمقاربة موضوع المجتمع المدني في الاسلام وكذلك الدعوات الى اقامة مؤسسات المجتمع المدني كصيغة عقلانية ومتطورة لتنظيم المجتمع لكن في اطار اسلامي مع التأكيد على كونه إلتفاف حول قضية عامة مشتركة تدعى الشأن العام وهو تطور للحس المدني ووعي الانتساب الى نمط في العلاقات الاجتماعية تقوم على قيم ومفاهيم تتصل بالمعنى الحديث للمجتمع من حيث هو ائتلاف مصالح وتكتلها ومن حيث هو التفاف حول قضيه عامة مشتركة ويكون مغاير عن مجتمع القرية ومخالف لها فهو ذلك الوجود الاجتماعي الذي يعمل على جملة من الروابط والمصالح والفضاءات المشتركة تعكس وجود الدولة ويقوم بادوار تتمحور حول سلطة الدولة وتعزيز المشاركة السياسية وتجميع وتنمية المصالح وتدريب القيادات على تعزيز القيم الديمقراطية واشاعة الثقافة المدنية واختراق وربط المجموعات المتنافرة في الاصل هذا فضلا على نشر المعلومات والاسهام في المشاريع التنموية وتوسيع محالات التعاون العلمي ونظم المعلومات بما يؤدي الى تتجاوز مرحلة الجمود وتوسيع افاق المشاركة المجتمعية. وسيتناول هذا البحث الموقف الإسلامي من تبيئة المجتمع المدني في المجتمعات الإسلامية المعاصرة وذلك من خلال استعراض الموقف المعارض لتلك التبيئة والموقف المؤيد مع التأكيد على مبررات كلا التيارين.
الكلمات المفتاحية: المجتمع المدني، رؤية إسلامية، الاصلاح السياسي
ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.
