التسامح في بعض الحضارات القديمة

مقال أكاديمي محكم

التسامح في بعض الحضارات القديمة

المصدر: المجلة السياسية والدولية

الكاتب: أ.م.د. علي عباس مراد، م.م. فاتن محمد رزاق

الملخص:

يمثل التسامح فضيلة مدنية وضرورة سياسية وأخلاقية واجتماعية خاصة في المجتمعات ذات التنوع السياسي، الديني، الطائفي، القومي، إذ لا يعد وجود التسامح ضرورة لازمة للمجتمعات التي تعاني من نزاعات أو صراعات فحسب، بل أن وجوده ضرورة لازمة لكل المجتمعات حتى في أوقات السلم عندما يكون المجتمع ذو مكونات مختلفة. وعلى بالرغم من تبلور التسامح مفهوما ومضمونا وتطبيقا بشكل أكثر وضوحاً ونضجاً الفكر السياسي الحديث والمعاصر، إلا أن ذلك لا يعني خلو الحضارات القديمة منه، لأن خلو المجتمع من التسامح يعني معاناته من حالة دائمة من العنف والحروب الأهلية والخارجية بما لا يدع هذا المجتمع وحضارته يستقران ويزدهران ويستمران لولا إتباعهما التسامح بأنواعه المختلفة طالما أن تلك المجتمعات والحضارات لا تخلو من التنوعات المختلفة، ولا تعيش في عالم من لون واحد ولا شكل واحد. تمحورت إشكالية الدراسة حول تحديد مفهوم التسامح لغة واصطلاحا، وتحديد أنواعه، والتحقق من وجوده في بعض الحضارات الشرقية والغربية القديمة. لحل الإشكالية التي تتمحور حولها هذه الدراسة، فإنها تفترض: (إن التسامح يعني القبول بوجود الآخر المختلف، والاعتراف به، واحترام اختلافه، أيا كان موضوعه أو نوعه أو درجته، وأن للتسامح أنوعاً مختلفة عرفتها المجتمعات والحضارات القديمة كفكرة وممارسة على الرغم من خلو مدوناتها من مفردة التسامح). اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي لمعرفة التسامح وأنواعه والمدخل التاريخي لمعرفة نوع التسامح في الحضارات القديمة. هيكلية الدراسة: للتحقق من صحة فرضية الدراسة، فقد تم تقسيمها إلى ثلاثة مباحث وخاتمة: المبحث الأول: تناول ماهية التسامح عارضا في المطلب الأول معناه اللغوي والاصطلاحي وفي المطلب الثاني أنواعه وأهميته وحدوده. المبحث الثاني: تناول التسامح في بعض الحضارات الشرقية القديمة، حضارة وادي الرافدين في المطلب الأول، والحضارتين الهندية والصينية في المطلب الثاني. المبحث الثالث: تناول التسامح في بعض الحضارات الغربية القديمة، الحضارة اليونانية في المطلب الأول، والحضارة الرومانية في المطلب الثاني.