مقال أكاديمي محكم
عن فوضى العالم العربي وتقاطعات إعلامه لما يسمى "بثورة الربيع العربي" ثمة رؤى لا تقبل الجدل تقر بعدمية الثورة وتوصيفها، لا للأدبيات التي حددتها العلوم السياسية لمعنى الثورة وإنما محاكاة للمنطق بما يجري ويخطط له. الدكتاتوريات التي رحلت أو سترحل غير مأسوف عليها، أن ما يؤسف عليه أن تكون الثورات فارساً بلا روية وبلا عقل قتلت أو أطاحت دكتاتوريات، لكنها سلمت الساحة للذئاب من الإرهابيين، وما يؤسف إليه أن تتحول الثورة من البناء إلى حركة فوضوية تنتج الفوضى. الذين يدعمون الفوضى يدركون جلياً إن لا مكان لهم في الحياة إلا بالفوضى والهرطقة وإشعال الحرائق باستمرار. يقول مكيافيللي: "هناك اختلافاً هاماً بين الطريقة التي نحيا بها وتلك التي يجب أن نحيا بها بحيث ينتهي الأمر بالشخص، الذي يهمل الحقيقة لدراسة ما هو مثالي، إلى الخراب بدلاً من البقاء. ثمة آليات عملت أطراف خارجية على إطلاقها وتفعيلها وتوظيفها مع اللحظة التي أقرت تلك الأطراف ساعة الشروع لمشروع التغيير في العالم العربي، وهذه الآليات أطلقت لتدمير تلك الدول وإطالة أمد المعارك الداخلية فيها من معارك الهوية والدستور إلى الثقافة والأيديولوجيا والبناء الاقتصادي. والآليات منها محصلة تغير أو تغيير بالغ في الحتمية تعلق بالشأن الداخلي للدول العربية التي انساح فيها التغيير، فتم توظيفها بذكاء وإبداع استراتيجي، لم يكن وليد اللحظة وإنما من خلال ترقب مستفيضة لواقع تلك الدول وكيفية التغلغل فيها وتوقع ما ستؤول غليه الأمور فيما بعد، وأخرى كانت محصلة تخطيط استراتيجي خارجي للوصول إلى تلك المرحلة من أجل تمكين التغيير، وثالثة دور العامل الخارجي في صناعة التغيير مع كل الفواعل الداخلية الظاهرة بمظهر القائد للتغيير. إزاء ما تقدم يعالج البحث إشكالية البحث الدائرة حول (العناصر الباعثة على االتغيير) من خلال تحديد العناصر بدلالة الآليات الصانعة الفاعلة للتغيير، والنتائج التي ستتركها بصيغ معارك التغيير. وتتوزع تلك العناصر (الآليات إلى المحاور الآتية: أولاً: آليات البدء في التغيير (الفواعل الداخلية الموظفة). ثانياً: آليات بلورة التغيير أو الشروع به (الإبداع الخارجي من أجل تمكين التغيير). آليات بناء التغيير (صناعة التغيير). رابعاً: المعارك والتحديات اللاحقة للتغيير.
الكلمات المفتاحية: العالم العربي، رؤية تشخيصية، آليات التغييرابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.