مقال أكاديمي محكم
تعد دول الشرق الأوسط والعربية منها تحديدا من بين أبرز الدول التي تعاني من هذه المشكلة بحكم اعتقادها بالانعكاسات السلبية لمثل هذه الأطر التشريعية على وحدتها واستقرارها، واحتمالات فتحها الباب أمام التدخلات الخارجية في شؤونها مما يدفعها ليس فقط إلى إخفاء مشكلة الأقليات فيها والتهرب من إيجاد الحلول لها، لا بل ومحاولة حلها قسرياً بصهر كل ماهو موجود فيها من أشكال تنوع الأقليات وحرياتها للانتهاك، ويزيد مشكلة التعدد والتنوع فيها تعقيدا، ويحملها مخاطر كبيرة. وتنطوي الحلول القسرية لمشكلة حقوق وحريات الأقليات، وبشكل دائم وطبيعي، على بعدين غالباً ما يتكاملان في النهاية ويندمجان وهما: البعد الأول: رفض الأقليات الحاملة للهويات الاثنية والدينية والثقافية الفرعية للهوية الوطنية التي تفرضها عليها الأنظمة الحاكمة من خلال تبني هوية محلية خاصة ومحاولة الاعتماد على الدعم الخارجي. البعد الثاني: تزايد التصاق الأقليات الحاملة للهويات الاثنية والدينية والثقافية الفرعية بخصوصياتها، حتى يصل الأمر بها في عملية رفض الهوية الوطنية المفروضة عليها الى السعي للانفصال عنها بما ينتهي إلى تجزئة بلدانها وتفكيكها. وهناك بعد ثالث أيضاً، لكنه مستجد وما زال قيد التحقق منه، ومفادها تشكل هوية/هويات ثقافية عالمية، وقبول الهويات الصغيرة بالاندماج فيها في إطار محتوى ثقافي عالمي. وفي بحثنا هذا سنحاول تسليط الضوء على نقاط القوة والضعف في النموذج الهندي في التعامل مع الأقليات في ضوء إدارة الهند للتنوع الاجتماعي، ثم نأتي في نفس السياق لدراسة النموذج العراقي لنحاول، بالتالي، الخروج بخلاصة لهذه المقارنة من أجل الاستفادة منها لتطوير النموذج العراقي الجديد. وستكون الفرضية التي نحاول التحقق منها في ضوء هذه المشكلة ان اعتماد وسائل وأساليب تنطلق من الإطار الوطني الجامع وتنتمي إليه وتعمل من أجله في التعامل مع الأقليات، يساعد على انخراطها في مشروع بناء الدولة والهوية الوطنية، والعكس صحيح أيضاً. وقد تم تقسيم الدراسة إلى محورين: الأول يناقش في مقاربة نظرية، الأقليات وإدارة التنوع فيما يناقش الثاني التحديات التي يثيرها تنوع الأقليات في كل من العراق والهند وكيفية معالجة تلك التحديات.
الكلمات المفتاحية: الأقليات، إدارة التنوع، العراق، الهندابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.