اثر العامل الديني في تشكيل النظام السياسي الاميركي وتطوره

مقال أكاديمي محكم

اثر العامل الديني في تشكيل النظام السياسي الاميركي وتطوره

المصدر: المجلة السياسية والدولية

الكاتب: أ.م.د. احمد غالب محي

الملخص:

ان أهم ما يميز الولايات المتحدة الاميركية هي انها كانت باستمرار دولة دينية ودولة علمانية الى حد كبير في آن واحد معاً. بيد ان معظم المؤرخين والكتاب (الاميركيون) يتجاهلون دور العامل الديني ويركزون على ماهو علماني فقط رغم المزج الواضح بينهما متناسين تارة، ومعتمين تارة أخرى على دور الدين في تشكيل القواعد الاخلاقية الاميركية، وصياغة نظم القيم والمعتقدات التي بلورت شخصيتهم الى حد بعيد، ناهيك طبعا عن البعد السياسي لهذا التوجه الديني الذي صبغ بصبغته قواعد الحكم للسياسة الامريكية، فضلاً عن الخطب السياسية للنخب الحاكمة وان كانت حدتها قد تفاوتت من نخبة الى اخرى، وما كان لذلك من تأثير على النظام السياسي الامريكي بدءا من تشكله وصولا الى مراحله المتقدمة التي وصل اليها في يومنا هذا. من هنا جاء هذا البحث ليتتبع دور العامل الديني في نشأة النظام السياسي الاميركي، انطلاقا من جملة تساؤلات تمحورت حولها اشكالية البحث ولعل اهمها: اذا كان للعامل الديني (وعلى اختلاف المراحل الزمنية) من اثر على الحياة السياسية في الولايات المتحدة الامريكية، فكيف انعكس ذلك على بنية النظام السياسي؟ وماهو تأثيره على عملية صنع القرار السياسي؟ ثم هل وجد هذا العامل صداه في الخطاب السياسي للنخب القيادية؟ وماذا ترتب عليه من نتائج سواء على صعيد السياسة العامة الداخلية او السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية. اما فرضية البحث فمفادها (ان العامل الديني اثر الواضح في رسم ملامح الشخصية الامريكية وبناء منظومتها العقائدية والقيمية لينعكس ذلك بالتالي على شكل النظام السياسي الامريكي الذي جعل مع تطور مراحله اللاحقة من الدين محورا رئيسياً من محاور نشاطه السياسي سواء على صعيد سن السياسات العامة الداخلية، او على مستوى السياسة الخارجية، او من خلال الخطاب السياسي للنخب القيادية، لا سيما مع صعود التيار الديني اليميني المحافظ الى السلطة). وقد تم تقسيم البحث الى اربعة محاور، وهي كالتالي: اولا: الصراعات الدينية. ثانياً: توظيف العامل الديني في الخطاب السياسي للنخب القيادية. ثالثاً: الدين واليمين الامريكي المحافظ. رابعاً: الدين على عهد الرئيس باراك اوباما.