التحولات السياسية في اليمن وتحديات الاستقرار الداخلي

مقال أكاديمي محكم

التحولات السياسية في اليمن وتحديات الاستقرار الداخلي

المصدر: المجلة السياسية والدولية

الكاتب: د. سعد علي حسين التميمي

الملخص:

تواجه الحكومة اليمنية الجديدة عددا كبيرا من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تشكل تهديداً جدياً وخطيراً للاستقرار الداخلي في اليمن، لاسيما بعد التحولات السياسية التي شهدتها اليمن أسوة بباقي الدول العربية التي شهدت ثورات وانتفاضات ضد الأنظمة السلطوية فيها، وتعد الأزمة الاقتصادية من بين ابرز المشاكل والتحديات الممكنة لاقتصاد مستدام في حقبة ما بعد النفط، وتفرض الزيادة السريعة للسكان الذين يزدادون فقراً ضغوطاً كبيرة على قدرة الحكومة في تقديم الخدمات الأساسية، ويتعرض الأمن الداخلي الى الخطر من جانب الإرهاب الذي تضخم بسبب عودة ظهور تنظيم القاعدة، والعصيان المسلح في الشمال، وتزايد نشاط الحركة الانفصالية في الجنوب، وتزايد تلك التحديات التي ربما تتجاوز قدرة الحكومة الجديدة على السيطرة عليها يمكن أن يؤدي إلى مزيد من تأكل سلطة الحكومة المركزية في اليمن وإلى زعزعة الاستقرار الداخلي، ورغم أن اليمن كدولة قد مرت بمثل تلك الأزمات وتجاوزتها في الماضي إلى أن التحديات المتشابكة والمعقدة التي نتحدث عنها هنا لم يسبق لها مثيل في درجتها ونوعها، وفي الوقت الذي لا تملك فيه البلاد سوى القليل من الحلول الواقعية لمشاكلها في الوقت الحاضر إى أن خياراتها ستكون أقل وأسوأ في المستقبل إن لم تسارع ف مواجهة تلك التحديات، وبناءا على ذلك ينطلق البحث من فرضية مفادها (أن هناك تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية خطيرة يمكن أن تؤثر سلباً في الاستقرار الداخلي لليمن وتقود البلاد للانهيار ما لم تكن هناك حكومة قادرة على معالجة تلك التحديات وتجاوزها)، ورغم أن مهمة الحكومة اليمنية الجديدة قد تبدو صعبة في تجاوز التحديات الوارد ذكرها أعلاه إلا أن الواقع يؤشر ان استقرار اليمن داخلياً رهن بمدى استجابة تلك الحكومة لهذه التحديات، وتم تقسيم البحث إلى مقدمة تبعها مبحث أول تحدث عن التحولات السياسية في اليمن، أما المبحث الثاني فقد تحدثنا فيه عن التحديات السياسية والأمنية المؤثرة في الاستقرار الداخلي لليمن، أما المبحث الثالث فقد تناول التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ثم الخاتمة.