تطبيقات النظرية الواقعية والمثالية في السياسة الخارجية (السياسة الخارجية الأمريكية أنموذجاً)

مقال أكاديمي محكم

تطبيقات النظرية الواقعية والمثالية في السياسة الخارجية (السياسة الخارجية الأمريكية أنموذجاً)

المصدر: المجلة السياسية والدولية

الكاتب: م.م. حسن خزعل مهدي كهيه

الملخص:

هدف البحث التعرف على أبرز ملامح توجهات السياسة الخارجية الأمريكية المثالية والواقعية من خلال تسليط الضوء على عدد من القضايا العربية، وهي (الاحتلال الأمريكي للعراق، والموقف الأمريكي من الثورة السورية، والموقف الأمريكي من الثورة الليبية)، ولتحقيق هذا الهدف، تم استخدام منهج صنع القرار والمنهج المقارن لملاءمتهما لطبيعة هذا البحث، وقد اتضح للباحث وجود اختلاف في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه كل قضية على حدا، وأن هناك اختلافاً في إدارة القضية ذاتها؛ ويعود ذلك إلى الاختلاف في شخصية الرئيس الذي يحكم الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة، والتوجهات المثالية أو الواقعية التي تحكم شخصية هذا الرئيس، إذ يمكن استجلاء مؤشرات النظرية الواقعية في السياسة الخارجية الأمريكية من خلال احتلال العراق 2003. ومع تعاقب الإدارات الأمريكية، تغيرت تلك المؤشرات الواقعية إلى مؤشرات مثالية بعد الانسحاب الأمريكي من العراق 2011، وسعي الولايات المتحدة إلى إقامة علاقات طبيعية مع العراق والتركيز على تطوير الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين، كما تباين الموقف الأمريكي من الثورة الليبية بين الواقعية بعد التدخل العسكري المباشر في ليبيا للقضاء على نظام معمر القذافي، إلى المثالية من خلال تقديم إدارة "أوباما" للبرامج والخطط المتعلقة بقضايا التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان، وتطوير المنظمات غير الرسمية وتقديم الدعم اللازم لها، وقيام إدارة "ترامب" بنشاط دبلوماسي رفيع المستوى بشأن ليبيا في منتصف العام 2020 لتكثيف الجهود لاستقرار الأوضاع السياسية في ليبيا، أضف إلى ذلك تأرجح مواقف الإدارة الأمريكية من الثورة السورية 2011، فهناك ملامح واقعية أبرزها العملية التي وجهتها إدارة ترامب إلى مطار الشعيرات التابع للجيش السوري في نيسان 2017، وملامح مثالية تمثلت بمحاولات إدارة "أوباما" بعدم التدخل بشكل مباشر في الثورة السورية والابتعاد عن العمل العسكري، والتغاضي عن توغل (روسيا) في سوريا تجنباً لدخول الولايات المتحدة الأمريكية في حروب جديدة، أو الانخراط بشكل مباشر في صراعات الشرق الأوسط.