مقال أكاديمي محكم
هناك من يرى انه يجب النظر إلى مفهوم السلام الليبرالي من حيث علاقته بأطروحة السلام الديمقراطي. اذ ركزت هذه الأدبيات بشكل أكبر على ما إذا كانت الدول الديمقراطية أكثر سلمية في علاقاتها الخارجية وحاولت تقديم تفسير نظري وتجريبي لذلك. اذ تنص أطروحة السلام الديمقراطي على ما يلي: 1) نادراً ما تحارب الدول الديمقراطية بعضها البعض. 2) تميل الدول الديمقراطية إلى أن تكون أكثر انفتاحًا على التجارة الدولية من الدول غير الديمقراطية، مما يخلق اعتمادات متبادلة تحول دون اندلاع الحرب بينها؛ 3) تميل الديمقراطيات إلى أن تكون أكثر سلمية داخليًا من الأنظمة الأخرى. وهنا نرى انه من المهم الاشارة الى ان أطروحة السلام الديمقراطي ترتبط إلى حد كبير بفكرة إيمانويل كانط "السلام الدائم". اما أطروحة السلام الليبرالي، فمن وجهة نظر ريتشموند فأنها تحمل أربعة اوجه رئيسية انبثقت من المناقشات في النظرية الدولية والسياقات التاريخية المختلفة المرتبطة بالموضوع، لا سيما في الغرب. وتشمل هذه الاوجه الأربعة للسلام الليبرالي (السلام المنتصر، والسلام الدستوري، والسلام المؤسسي، والسلم الأهلي). وأشار ريتشموند إلى أن سلام المنتصر هو نتيجة للحجة الواقعية القديمة بأن السلام يعتمد على النصر العسكري وعلى هيمنة أو هيمنة المنتصر. لكن سلام المنتصر قد ينتج عنه مقاومة سياسية كما في العراق وأفغانستان. اما الثاني، هو السلام الدستوري المستمد من الحجة الكانطية بأن السلام هو نتيجة الديمقراطية والتجارة ومجموعة من القيم العالمية القائمة على الفردية. ويلاحظ ريتشموند أن "صراع السلام الدستوري مع أولئك الذين لا يريدون تقاسم السلطة، والذين لا يريدون ترسيخ الهياكل القانونية المحلية التي قد تحظر أنشطتهم". اما السلام المؤسسي، فهو السلام الذي ينتج عن الترتيبات المؤسسية المعيارية والقانونية بين الدول التي تتفق - بشكل متعدد الأطراف - على طرق التصرف وفرض أو تحديد سلوكها. ويمكن العثور على هذا في المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وكذلك المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي (AU)، وجامعة الدول العربية (AL)، ومنظمة الدول الأمريكية (OAS)، والمنظمات دون الإقليمية مثل الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS)، والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (SADC). الوجه الرابع، (السلم الأهلي)، والذي يؤكد على أهمية مشاركة المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني في صنع السلام. على عكس الاوجه الثلاثة الأخرى للسلام الليبرالي، فإن مساهمة الافراد بدلاً من الدولة أو المنظمة الدولية موجود ضمن هذه الاستراتيجية.
الكلمات المفتاحية: السلام الديمقراطي، السلام الليبرالي، مقاصد، السلم الاهلي.ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.