مقال أكاديمي محكم
موضوع الزمان والدهر من الموضوعات التي شغلت الشعراء القدامى والمحدثين على حد سواء تناولو الشكوى لما اصابهم من مصائب زنزل فيهم من نوائب بيد أنهم لم يقفو وقفة متأنية معمقة فهم لا يكادون يغادرون موضوع الشكوى والتوجع إلا في حالات نادرة. وتعود هذه القضايا إلى أسباب كثيرة منها: نفسية، وشخصية متمثلة في أن الزمن لم يقدم له شيئاً، ولم يسعفه في تحقيق طموحاته، ونيل مطالبه بالإضافة الى علاقته بالناس عامة، والأمراء والحساد خاصة، فقد نقم عليهم، لأنهم لم يحققوا آماله، لأن الزمن وقف معهم ضده، ولهذا يرى أن الشكوى والعتب قد يخففان مما يعاني منه، ويريحان النفس، مع أن الشاعر على يقين بأن الشكوى لا تفيد، والعتب لا يجدي، فهي حالة نفسية ضاغطة تخرج نفثات ألم ومعاناة وضيق. لقد استقصى المتنبي هذا الموضوع من جميع جوانبه من حيث: الشكوى من الزمن، وتحمله إياه، والصبر عليه، ومواجهته، وتحديه له، وازدراؤه، ذلك بسبب المعاناة النفسية الكبيرة التي كابدها في ظل ظروف صعبة، إذ لم يعد بإمكانه القبول بالمسلمات التي لم تجلب معها إلا قسوة الظلم والقهر، والأسى والعذاب، والشقاء والحرمان، ولذلك كله تعامل معها الخبير العارف، والمكابد الصابر، بكل حكمة وأناة، ما جعله يقف مثل الجبل الأشم أمام هذه التحديات، ويحقق بعضاً مما كان يطمع إليه ويطمح.
الكلمات المفتاحية: موقف، ابي الطيب، المتنبي، الزمانابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.