مستقبل المجتمع المدني في عراق ما بعد التغيير

مقال أكاديمي محكم

مستقبل المجتمع المدني في عراق ما بعد التغيير

المصدر: مجلة دراسات دوليّة

الكاتب: حسين علاوي خليفة العاني

الملخص:

بدأ التغير السياسي بعد 9- 4 - 2003 يعلن عن ذاته ومخرجاته كانت مفاهيم تنهمر علينا دفعة واحدة وبما أننا متعطشين لسماع هذه المفاهيم التي لم نكن متحمسين لها بسبب الكبت الذي تعرض اليه العراقيين ابتداءا من أول نشوء الدولة العراقية عام 1921 ولحد الآن. فبداء الحديث عن دور المجتمع المدني وكان الفرصة السانحة لصيرورة التجربة الديمقراطية العراقية والتي نأمل أن تكون تجربة تعمل على خدمة الشعب وتحقيق رفاهية المجتمع العرقي ليعيد للذات العراقية الحيوية والتجديد من خلال فسح المجال للطاقات لكي تبدع في بيئة قد تكون ملائمة للفعل العراقي الجديد، ولكن الإشكالية التي افرزها التغير ان الحديث عن المجتمع المدني بات ينظر اليه من رؤية طوبائية مثالية مبتعدة عن أرض الواقع أي بمعنى مبتعدة عن الميدان العملي لمؤسسات المجتمع المدني العراقي. ولذلك سوف يتمحور بحثاً الموسوم (مستقبل المجتمع المدني العراقي في عراق ما بعد التغير) والذي ينطلق من فرضية مركبة مفادها ان هنالك علاقة طردية بين التجربة الديمقراطية في العراق والمجتمع المدني فكلما كان هنالك دور فاعل ومشارك للمجتمع المدني في العملية الديمقراطية كلما انعكس ذلك ايجابياً على التجربة ما يجعلها تجربة ناجحة والعكس صحيح. اما اشكالية البحث فانها تنطلق من رؤية مفادها ان مستقبل المجتمع المدني العراقي لم يتضح بعد فالنظام السياسي مازال غير مكتمل لكي تنبني لنا رؤيا متكاملة عن مستقبل المجتمع المدني، أضف الى ذلك ان مؤسسات المجتمع المدني لا تمتلك لحد الان استراتيجية عمل تكون برنامج مطروح أما المجتمع العراقي لكي يكون للمواطن العراقي دور في المشاركة المجتمعية والتي من خلالها يستطيع بناء منظومة ثقافية تؤسس لبناء دور في المشاركة السياسية كما هو معمول به في الأنظمة الديمقراطية كافة والتي تتمثل في حرية التعبير عن الرأي وعدم مصادرة رأي الآخر وحقه في الانتخابات. ولذلك سوف ينصب هدف البحث الى ان يستخدم المنهج الاستشرافي الاحتمالي لاستشراف مستقبل المجتمع المدني من خلال عدة مشاهد مستقبلية محاولين من خلال بحثنا ان نخرج باحتمال واحد يكون هو الاحتمال او المشهد المرجح لعمل مؤسسات المجتمع المدني العراقي. وان استشرافنا للمستقبل ينطلق من رؤية فيما سوف يكون معتمدين على مدخلات واقع البيئة الداخلية العراقية سبيلاً للتوصل الى الهدف المنشود وهو استشراف المستقبل للمجتمع المدني العراقي.