رؤية استراتيجية جديدة للآمن في الشرق الأوسط

مقال أكاديمي محكم

رؤية استراتيجية جديدة للآمن في الشرق الأوسط

المصدر: مجلة دراسات دوليّة

الكاتب: م.د. سرمد عبدالستار امين

الملخص:

هذا الوعاء الجيوسياسي الذي احتضن على مدى التاريخ المعروف معظم التفاعلات السياسية في ميدانها السلمي مثلما كان ساحتها الرئيسة في تحولها نحو التصادم والصراع المسلح لم يكن سوى مسرحاً لتغييرات يفرضها فعل خارجي باستثناء تلك المدة التي شهدت نهضة وسطوة الدولة العربية الاسلامية والتي جعلت التغيير في تلك المرحلة مرتبطاً بمتطلبات المنطقة وظروفها وظروف بيئتها المحيطة، عدا ذلك ومثلما قلنا فأن العامل الخارجي كان السبب المباشر والحاسم في التحولات التي طرأت على الواقع السياسي والاقتصادي كان السبب المباشر والحاسم في التحولات التي طرأت على الواقع السياسي والاقتصادي وعلى جوهر سياسات الأمن لدول المنطقة منفردة ومجتمعة وهذا ماجرد المنطقة من عناصر التحكم بخيارات المستقبل وجعلها ساحة تاريخية لاستعراض الهيمنة وصياغات القوى المهيمنة لمفهوم الأمن فيها بما يتفق ومصالح تلك القوى لا غير فكل ظهور جديد لقوة عظمى جديدة يعني صراعاًً داخلياً شرق أوسطياً لتمثيل حقائق القوة الجديدة يرافقه وجود مكثف للقوى الجديدة الصاعدة لمراقبة حالة تكيف التغيرات الجديدة مع مصالحها والا فأن عنصر الاكراه واستخدام القوة سيكون كفيلاً بتحقيق ذلك. هذا هو جوهر ما يجري الآن في الشرق الأوسط المثقل بمشاكل التغيير ومتطلباته خصوصاً على صعيد الأمن فيه. فبلدان المنطقة تسعى الى تلمس السبل الكفيلة لتمثيل صياغات الأمن الجديدة للمنطقة وهي صياغات أمن شامل لا يقف عند حدود القوة العسكرية بل يتعداها الى الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية، وعلى الجانب الآخر تحمل الولايات المتحدة الأمريكية الجزرة في يد والعصا الغليظة في اليد الأخرى وهي تراقب كيف يتمثل الآخرون في المنطقة لمطالب الأمن المفترضة في الشرق الأوسط ومدى نجاح الذي يحرزونه في هذا المجال قبل أن تتولى بنفسها تنفيذ أولوياتها. ولهذا ما يعنيه بالنسبة الى بلدان المنطقة. ومن هنا فأن بحثنا هذا ما يسعى الى البرهنة على ماسبق ذكره في اطار فرضية محددة مفادها ان أمن الشرق الأوسط وبالمفهوم الشامل له يشهد تغيرات جذرية ولكنها في نفس الوقت تغيرات قسرية تستجيب لحقائق التوزيع الجديد للقوة في العالم.