مقال أكاديمي محكم
لم يكن يوم الثلاثاء المصادف 11 أيلول/ سبتمبر 2001 حدثاً داخلياً أمريكياً فحسب، بل أنتجت الهجمات في الساعة 9,00 صباحاً من ذلك اليوم على برجي مركز التجارة العالمي والبنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) في نيويورك وواشنطن اختلالات دولية وإقليمية لا زال العالم يعاني منها، وربما سيستمر الحال في المستقبل المنظور بسبب تبني الإدارة الأميركية سياسة عالمية ظاهرها محاربة ما أسمته أمريكا (بالإرهاب الدولي). لكنها تحمل في داخلها نوايا ومطامع أمريكية لبسط هيمنتها على العالم. اذ قسم العالم الى جزئين وفق الرؤية الأمريكية بدون أي ترخيص دولي بهدف خدمة المصالح الأمريكية وبحسب، القسم الأول هو مع التحالف الأميركي ضد ما يسمى (بالإرهاب الدولي). والقسم الثاني هو خارج تلك النغمة الأميركية والذي يعد وفق التصورات الأميركية مخالفاً للتحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة ويجب محاربته!!. وبالرغم من كون تركيا تبعد عن نيويورك وواشنطن آلاف الكيلومترات لكنها تأثرت بأحداث 11 أيلول/سبتمبر، بسبب الارتباطات الجيوسياسية والأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو، وموقف صانع القرار التركي من تلك الإحداث لإشراك تركيا في أي جهد عسكري أو أمني مع دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، على أمل تفهم الغرب لتطلعات تركيا في الترتيبات الدولية والإقليمية، ونظرة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لتركيا بعد المتغيرات الدولية والإقليمية منذ بداية عقد التسعينات من القرن العشرين. وفي ظل تلك التعقيدات الدولية سيحاول هذا البحث طرح فرضي يحاول إثبات صحتها مفادها (إن إحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 أثرت على صانع القرار السياسي الخارجي التركي وأملت على تركيات تبني سياسة خارجية وضعتها أثر ذلك في صيرورة الإحداث الدولية، وستنعكس ذلك على المحيط الدولي والإقليمي ومنها على الوطن العربي). ويطرح البحث عدة تساؤلات لعل أبرزها: ما هي أثر المتغيرات الدولية والإقليمية على عملية صنع القرار السياسي الخارجي؟ ثم ما هي طبيعة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه تركيا قبل إحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001؟ ثم ما هي سمات الموقف التركي من إحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001؟. وقد سخر هذا البحث عدة وسائل وأدوات بحثية لإثبات فرضيته، منها استخدام المنهج التحليلي لتفهم المواقف، وتحليل طبيعة ردود الفعل التركية والأميركية، بعد إحداث 11 أيلول، ثم استخدام المنهج الوصفي لتفحص أسس السياسة الخارجية الأمريكية قبل وبعد إحداث 11 أيلول/سبتمبر، وهذا لا يعني في النهاية إهمال توظيف المناهج العلمية الأخرى استناداً إلى حقيقة مهمة مفادها تسخير كل المناهج البحثية والأكاديمية وعدم التعويل على منهج محدد لاستكمال أسس البحث العلمي. وتتألف هيكلية البحث من مقدمة ومبحثين المبحث الأول سيتناول طبيعة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه تركيا قبل إحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 والمبحث الثاني ستناول سمات الموقف التركي من إحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001. إما الخاتمة فستقدم عدة استنتاجات ورؤى مستقبلية.
الكلمات المفتاحية: المتغيرات الدولية، الإقليمية، القرار السياسي، الخارجي، التركي.ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.