مقال أكاديمي محكم
لا يمكن أن يشكل البعد الجغرافي بين دولتين عائقاً أمام إقامة علاقات بجوانبها المختلفة ولاسيما ونحن في ظل عالم التكنولوجيا والتطور العلمي، وهذا الحال ينطبق على العلاقات العراقية الألمانية مجال بحثنا، تاريخياً ترجع هذه العلاقات الى نهاية القرن التاسع عشر من القرن المنصرف حيت اتسمت هذه العلاقات بالتعاون السياسي، الاقتصادي، العسكري، فبنيت العلاقات على أساس سلمي وكما يقول المؤرخ العربي التونسي (هشام جعيط): ألمانيا لم تعتد على الإسلام في الماضي ولم تستعمر أرضاً عربية اسلامية، كانت عدوة أعدائنا وأخيراً حليفة تركيا التي بقيت تمثل شيئاً من الضمير العربي الإسلامي. وخلال استعراض بحثنا الموسوم (العلاقات العراقية الألمانية وآفاق تطورها) نناقش هذه العلاقات خلال ثلاثة محاور. الأول/ مدخل في تاريخ العلاقات ويشمل الحقبة الممتدة الى ما قبل الحرب العالمية الأولى وتستمر لغاية انتهاء الحرب العالمية الثانية، يعالج هذا المحور جوانب التعاون في المجالات الثلاث التي ذكرت سلفاً، فتناول سياسة صانع القرار الألماني الخارجي تجاه العراق في تلك الحقبة ولاسيما إن العراق كان خاضعاً للسيطرة البريطانية، فحاولت الحكومة الألمانية آنذاك تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب العراقي، إذ وجدت حينها إن كفاح الشعب الألماني والعراقي هو واحد ويتجه نحو الدول الاستعمارية وإسرائيل. أما المحور الثاني فتضمن واقع العلاقات خلال الحقبة التي جاءت مع بدء الحرب الباردة وانعزال ألمانيا عن العالم الخارجي بعد تقسيمها على يد بريطانيا والولايات المتحدة، فشهدت العلاقات بعض الانجماد بسبب انشغال ألمانيا بترتيب البيت في الداخل، وهذا الانعزال أتاح لها الفرصة لتراكم رأسمالها وإعادة هياكل صناعتها وإقامة بنية تحتية عسكرية لتصبح بعد حين من أولى الدول المصدرة في العالم. وقد بينا موقف ألمانيا من الحرب فقد أكدت رفضها للهيمنة الأمريكية على العالم لاسيما بعد أن أصبحت الوثائق الرسمية للمحافظين الجدد تتحدث عن هذه الهيمنة والتطلع الى منع دول منافسة كألمانيا واليابان من الوصول الى مستوى يهدد المصالح الأمريكية اقتصادياً، فوجهة النظر الألمانية انصبت في اطار أن التصعيد العسكري الأمريكي ضد العراق الذي يشغل مساحة تقدر بــ(438446)كم2 وبعدد سكان لا يتجاوز الــ(27) مليون نسمة لا يحمل في جوهره وجهاً للعدالة، حيث عانى شعبه ويلات الحروب ثم الاحتلال. وأخيراً تطرقنا الى أهمية وجود الاستثمارات الأجنبية ولاسيما الألمانية داخل العراق لأنها ستساعد الاقتصاد العراقي على النهوض من جديد بعد أن أرهقته الديون التي وصلت الى 380 مليار دولار من غير فوائدها السنوية المتراكمة، ووضحنا مجالات الاستثمارات الألمانية في العراق التي ستساعد على ترضين العلاقات الثنائية بشكل أوق وأكبر.
الكلمات المفتاحية: العلاقات، العراقية، الألمانية، آفاق التطور.ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.