الموقف التركي من الفدرالية في اقليم كردستان العراق

مقال أكاديمي محكم

الموقف التركي من الفدرالية في اقليم كردستان العراق

المصدر: مجلة دراسات دوليّة

الكاتب: م.د. عامر كامل احمد

الملخص:

تعد القضية الكردية من القضايا الساخنة التي ألقت بظلال كثيفة من المشكلات التي واجهتها الحكومات التركية المتعاقبة التي تعاملت مع هذه المشكلة من منظور الخيار الأمني والعسكري بوصفها (مشكلة إرهاب) وليست مشكلة ذات أبعاد متعددة ورفضها من حيث المبدأ أي حوار مع الأكراد أو منحهم قدراً من الحكم الذاتي. انعكست هذه الرؤيا على تطورات المشهد الكردي في العراق عندما تعاملت معه الحكومات التركية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي ببدائل عدة سعت تارة الى استمالة اكراد العراق عبر تصريحات المسؤولين الأتراك بعدم السماح للنظم القمعية والدكتاتورية (في اشارة الى النظامين العراقي والسوري) باضطهادهم، وتارة تقوم بعمليات عسكرية منفردة في شمال العراق بدعوى مطاردة حزب العمال الكردستاني PKK واعلانها عن عزمها على إقامة منطقة أمنية عازلة وأخرى توفر قواعدها العسكرية للقوات الامريكية والبريطانية الدعم اللوجستي في اطار عملية المطرقة لتوفير الراحة للأكراد في شمال العرق وقيامها أخيراً في 31/تـ1/ 1996 بدور الوسيط بين الفصائل الكردية التي شهدت اقتتالاً فيما بينها. غير ان التطورات المتسارعة التي شهدها العراق بعد الاحتلال الأمريكي في 9/نيسان/ 2003، والمكانة البارزة التي تمتع بها الاكراد في ظل المتغيرات الجديدة وتطلعهم لاقامة الفدرالية التي أقرها قانون ادارة الدولة الانتقالي والدستور العراقي الدائم الذي جرى الاستفتاء عليه في 15/ت1/ 2005، جعل الحكومة التركية تخشى من ان تكون الفدرالية بمثابة الخطوة الأولى نحو الاستقلال والتي ستنعكس سلباً على الأمن القومي مما يذكي النزعة الاستقلالية لدى اكراد تركيا. وفي هذا السياق فقد اعلنت الادارة الامريكية بأنها ليست لديها خطط بفصل اقليم كردستان وانها سوف تحافظ على وحدة العراق ولا تفرط بمصالح تركيا الا انها اكدت في الوقت نفسه بأنها مستقبل العراق يحدده العراقيون أنفسهم. من هنا يمكن ان نجسد فرضية البحث في ان الفدرالية في شمال العراق باتت تمثل مشروعاً لتقسيم العراق حسب الرؤية التركية وما يشكله هذا الأمر من تهديد للأمن القومي التركية.