مقال أكاديمي محكم
الاهتمام الأمريكي بإيران كما الاهتمام الإيراني بأمريكا لم ينقطع بعد حصول الثورة الإيرانية، كذلك الحوار في ما بينهما، وهذه حقيقة يمكن إدراكها في العديد من المواقف التي أبدت فيها إيران تسامحاً كبيراً إزاء الولايات المتحدة كما الأخيرة إزاء إيران رغم الخطاب السياسي والإعلامي المتشدد في مابينهما. أما الحوار المباشر فهو نتيجة منطقية لكل تلك السلسلة المتصلة من المساعي التي كان الغاطس فيها يمثل الجزء الأكبر. تدرك الولايات المتحدة جيداً الأهمية الجيو استراتيجية إيران وإنها البوابة التي بدونها لا تستطيع أن تتحكم بأهم المناطق في العالم خاصة منطقة الخليج العربي وبحر قزوين، ناهيك عن المناطق الأخرى الأقل أهمية، وتجربتها في العراق وأفغانستان أثبتت هذه الحقيقة بجلاء، كذلك فإنها بدون إيران لا تستطيع لجم التطلع الروسي الصيني في الوصول إلى أغنى المناطق في العالم التي حافظت عليها منذ أيام الحرب الباردة ولحد الآن. فالقول إن ليس هناك دولة قادرة على إزالة دولة أخرى من الوجود هو اعتراف إيراني ضمني بوجود دولة بدولة (إسرائيل)، ودليل على عدم جدية تصريحات الرئيس الإيراني احمدي نجاد، والقبول بالحوار المباشر مع الشيطان الأكبر هو دليل آخر على بداية النهاية للطلاق الذي شارفت أعوامه على الثلاثة عقود، وان ايران تدرك بأن الوقت قد حان لفض الخلاف بينها وبين الولايات المتحدة على خلفية الضعف الذي تبديه الأخيرة في اكثر من ملف، لاسيما بعد انفراط عقد دول التحالف في العراق. وانها يمكن ان تكون الحليف الأنسب مثلما كانت في زمن الشاه، والتاريخ القريب والبعيد يحدثنا عن إن إيران لم تدع فرصة إلا واستغلتها عبر كل مراحل الصراع بينها وبين الدول الأخرى، بل الأكثر من ذلك أنها قد كسبت معظم الجولات وتوسعت على حساب الجوار، والشاطئ الشرقي الذي أوصي به بهلوي قد قضمته في حوار الجزائر ومن ثم اتفاقية عام 1975 وكانت قبل ذلك قد استولت على الجزر العربية الثلاث بالحوار والتنسيق مع بريطانيا التي لم تكشف النقاب حتى الآن عن الماهية التي تم فيها الاستيلاء. الحوار الجديد حتما سيكون على حساب العراق وليس من أجل امن العراق، وإلا ما الذي ستخسره إيران إن أرادت أن توقف دعم المليشيات وفرق الموت من كلا الطائفتين دون التحاور مع الولايات المتحدة؟. لكن للحوار أغراضاً أخرى سيعيش فصولها القارئ الكريم من خلال المحاور اللاحقة.
الكلمات المفتاحية: الحوار، الإيراني الأمريكي، العراق، المستقبل.ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.