العلاقات العربية - الافريقية المعاصرة والاستثمار العربي في افريقيا دراسة في النموذج الاردني - الافريقي

مقال أكاديمي محكم

العلاقات العربية - الافريقية المعاصرة والاستثمار العربي في افريقيا دراسة في النموذج الاردني - الافريقي

المصدر: مجلة دراسات دوليّة

الكاتب: أ.د. عبدالسلام ابراهيم بغدادي

الملخص:

بدءً ينبغي التأكيد على أن كاتب هذه السطور قد عانى الأمرين، وهو يبحث في طبيعة وآلية وميادين العلاقة الأردنية مع البلدان الأفريقية، على الرغم من أنه أمضى قرابة ربع قرن في حقل الدراسات الأفريقية، والسبب في ذلك يعود أولاً وأخيراً الى ندرة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، مع وجود صعوبة ثانية، وهي أن الباحث "عراقي"، وبالتالي فإنه يصعب عليه الوصول إلى بعض مصادر المعلومات المتعلقة بالموضوع. ومع ذلك وبرغم أن البحث لا يعتمد على التحليل والاستنتاج بقدر ما يعتمد على المعلومات، وبرغم أن المعلومات في هذا الشأن شحيحة ونادرة، فإن ذلك لم يفت في عضد الباحث، الذي رأى أن ما توفر لديه من معلومات متراكمة غبر السنين في الشأن الأفريقي، يمكن أن يخرج منها ببعض الوريقات الخاصة بالشأن الأردني / الأفريقي المباشر، قياساً على تجارب سابقة عندما تطلب الأمر كتابة بحوث ودراسات عن الوجود الفلسطيني في أفريقيا جنوب الصحراء، وعن الجماعات العربية في أفريقيا جنوب الصحراء، وهي دراسات شقت طريقها الى النور عبر نشرها من قبل مراكز دراسات مرموقة. وعليه نقول أن مالدينا من معلومات محدودة نكتب بها بحثاً نعتقد أنه ريادي- لأنه وعلى حد علمنا لم يسبقنا أحد إلى هذا الموضوع من قبل - أفضل من أن يترك الموضوع دون كتابة أو توثيق، ذلك وعملاً بقاعدة (إن ما لا يدرك كله لا يترك جله)رأينا أن نوثق للموضوع ونكتب له ما توافر لنا من معلومات فهذا أفضل من تركه وإهماله. وبذلك نكون قد وضعنا لبنة على طريق لم يسلكه أحد من قبل- على قدر علمنا ومعرفتنا- وندع إكمال المهمة وتقويمها لمن يأتي بعدنا، فإن أصبنا نكون قد نلنا أجرين أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، وأن ضللنا الطريق وأخطأنا في المسار، نكون قد نلنا أجر الاجتهاد بنية خالصة والله من وراء القصد. وعليه وبناءً على ما تقدم، فإننا اعتمدنا فرضية بسيطة في البحث فحواها أن اهتمام الأردن بإفريقيا جنوب الصحراء، هو اهتمام محدود، قياساً باهتماماته بل بهمومه على النطاق العربي أولاً والأمريكي- الأوربي ثانياً، والآسيوي ثالثاً، وهذا ما سيتضح لاحقاً في متن البحث. واعتمدنا لإثبات هذه الفرضية منهجين أملتهما الضرورة، هما منهج تحليل المضمون عندما لا تتوفر مصادر كافية، والمنهج الكمي عند وجود مؤشرات وأرقام داله. وعسى أن نكون قد وفقنا في مسعانا على طريق خدمة قضايا أمتنا العربية على نحو خاص، وما يتعلق بإطار العلاقات العربية - الأفريقية بشكل عام. والأردن الشقيق يقع في قلب هذه التفاعلات والعلاقات، وإن لم ينغمس في مداراتها بالحجم الكافي حتى الآن.