مقال أكاديمي محكم
يحصل الفصل التام بين قيم الحضارة المعاصرة التي تدخل قرنها الحادي والعشرين والتي تمثل اخر مدارج التطور في الفكر والسلوك الإنساني وبين قيم تعد لقرون مضت ولكنها على ما يبدو لا تزال قابعة في البنى النفسية والسلوكية لقوة عظمى كالولايات المتحدة الامريكية تدفع العالم قسراً للعودة اليها من ابواب متفرقة جديدة، رغم ان التاريخ يقول بأنها قد كلفت العالم باسره دماء غزيرة ومساحات شاسعة من الالم والمرارة لتجاوزها. انه صراع بين ارادتين ونمطين من القيم احدهما يغوص في الجانب المظلم من الماضي والاخر يتطلع الى مستقبل افضل للبشرية، وهنا يصبح للقيم و للمعايير الأخلاقية دور مميز في الحكم على المنطلقات والنتائج. والسبب الأساس في الركون الى هذه المنطلقات هو تلك الثنائية التي تحدث عنها الفلاسفة والمؤرخون ابتداء من ابن خلدون في مقدمته العتيدة مروراً بكل المحدثين في الغرب أمثال شبنغلر وتويني والاخوين بروكس والتي تركز على تكامل النسقين المادي والمعنوي كضرورة لازمة في بناء القطب الأعظم الذي يتطلع الى ممارسة دور القيادة العالمية، وبدون هذه التلازمية أو وجود أحد أركانها يصبح البناء متعكزاً على ساق واحدة تتهده بالسقوط عن كل منعطف حقيقي أوتحد مهم لهيمنته المنفردة على العالم وهذا سياق تاريخي مرت به كل تجارب البناء الامبريالي في العالم وقادت بالنتيجة الى تحول النظام الدولي من شكله الاحادي الى الثنائي أو المتعدد الأقطاب كنتيجة أو خلاصة نهائية للعملية برمتها. ووفقاً لما ورد في أعلاه يمكننا أن نطرح التساؤلات الآتية والتي ستشكل جوهر بحثنا هذا وهي: - ما هي الخصائص التي لابد من توافرها ليصبح النموذج قائداً على المستوى العالمي؟ - ما هو المفهوم الامريكي لنموذج الدولة القائدة في العالم؟ - ما هي جوانب الخلل في بناء نموذج القيادة الامريكية للعالم المعاصر؟ - كيف أثر سوء الفهم الأمريكي لنموذج القيادة العالمية ووجود الخل الفاضح في مكونات القوة الامريكية على سمعتها ودورها كقوة عظمى مهيمنة من ناحية وعلى الأمن والاستقرار في العالم من ناحية ثانية؟
الكلمات المفتاحية: نموذج القيادة، الامريكية، النظام العالمي، الجديد.ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.