مقال أكاديمي محكم
قد يكون عدم ادراك واقع واوضاع العراق بشكل كاف ودقيق من قبل الادارة الاميريكية جعلها تسيء تقدير استراتيجيتها للتدخل فيه وللعواقب المرتبة على ذلك. وتلك بحد ذاتها مشكلة، لكن المشكلة الاكبر هي ان لا تكون هذه الادارة، وبعد انقضاء ما يقرب على الخمس سنوات على الاحتلال، قد أدركت الآتي أو أنها تدركه وتتجاهله: 1- إن أحد أهم الاسباب الرئيسة للمشكلة الامنية في العراق تعود الى تدخلها أولاً، وثانياً، الى قناعتها على ما يبدو بأن بمقدورها فرض حلول سياسية وأمنية استناداً الى ما حققته بالقوة واحتلالها له واستمرارها في هذا الاحتلال وتصرفها على هذا الاساس. 2- ان التدخل في العراق تم عن طريق اعلى درجات العنف المادي وهي الحرب، واستمر حتى الآن باتباع استراتيجية تقوم أساساً على العنف وهي (استراتيجية الصدمة Shock Strategy)، والعنف لابد وان ينتج العنف الذي يتناسب معه من حيث الشدة والانتشار، ولكن ليس بالضرورة الذي يتناسب معه في الغاية. 3- ان استراتيجية تعتمد العنف أو تقوم على العنف أو سلطة شرعية تتفاعل معها الغالبية السياسية في مجتمع يراد منه العمل وفقاً للآليات الديمقراطية. 4- قد تلجأ السلطة، أية سلطة، الى اعتماد العنف من حين لآخر، وقد يحمل العنف نفسه سلطة إكراه بدرجة أو بأخرى لكن العلاقة بين الظاهرتين تبقى عكسية. وعندما يغلب طابع العنف في مجتمع على طابع السلطة، فذلك لان هناك ثمة ما يضعف السلطة، واكثر ما يضعفها هو التدخل بغض النظر عن اشكاله ودواعيه، واعتماد العنف كاستراتيجية للتدخل. بهذه المدخلات ربما يمكن الوقوف على أسباب عدم استقرار الوضع الأمني في العراق بوصفها نتيجة طبيعية للتدخل الذي تعرض له، ولما يزل، وربما أيضا سبل معالجته.
الكلمات المفتاحية:ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.