مقال أكاديمي محكم
لا يمكن الحديث عن الموقف الفرنسي حيال الاستراتيجية الامريكية في العراق بعد الاحتلال دون الولوج في خلفية المعارضة الفرنسية للحرب. اذ قادت فرنسا منذ بدايات الاستعدادات الامريكية - البريطانية للحرب معسكر المعارضة الدولية لها وحذر الرئيس الفرنسي السابق شيراك من استخدام القوة العسكرية بوصفها الوسيلة الأخيرة للتعامل مع الازمة العراقية ودعا الى حلها بالوسائل الدبلوماسية في اطار احترام القانون الدولي ولوحت فرنسا بانها باستخدام النقض في مجلس الامن ضد أي مشروع قرار امريكي - بريطاني يبيح لهما استخدام الخيار العسكري. وتنبع من تلك الرؤيا اهداف محدودة ارادت فرنسا تحقيقها: فمن ناحية كانت تهدف الى حماية مصالحها الاقتصادية مع العراق بوصفه شريك تجاري مهم ومدين لها بما يقارب ثلاثة مليارات دولار فضلاً عن دعم الشركات الفرنسية العاملة في العراق والتي كانت تستثمر في قطاع النفط. ومن ناحية ثانية: اظهار الاستقلالية حيال الهيمنة والاستفراد الأمريكي على العالم ومن ناحية ثالثة: محاولة لتحسين صورتها وتعزيز حضورها في المنطقة لأنها ماتزال تطرح نفسها كفاعل دولي اكثر قبولاً لدى النظم الإقليمية لاسيما في منطقة الشرق الأوسط. وكانت فرنسا تخشى من عواقب الاحتلال وحاول شيراك ان يشكل محوراً فرنسياً- روسيا - المانيا في محاولة لتعطيل مساعي الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا للإسراع بشن الحرب. الا ان فرنسا ادركت حدود قدرتها. وتأكد لها عدم جدوى المذهب الشيراكي في معارضة الولايات المتحدة على شن الحرب. وظلت معضلة فرنسا طيلة المدة من 2003 - 2007 تتلخص في تساؤلها: الى اين ستصل الولايات المتحدة الامريكية من الاحتلال؟ وبالرغم من ان المواقف الفرنسية ومنذ عام 2004 بدات تميل الى الموازنة بين متطلبات المرونة مع الولايات المتحدة الامريكية التي فرضت عليها تخفيف حدة الهجوم على السياسة الامريكية في العراق ومن ثم إعادة صياغة مواقفها والحفاظ على ما تبقى لها من مصالح في المنطقة والتكيف مع المعطيات الجديدة التي افرزها الاحتلال، الا انها ظلت تدعو الى ضرورة انهاء الاحتلال الأمريكي بأقرب وقت ممكن ونقل السيادة للعراقيين لتحملهم مسؤولياتهم في ادارة شؤون بلادهم واعطاء دور اكبر للامم المتحدة. غير ان فرنسا دفعت ثم مواقفها المعارضة للحرب والاحتلال وواجهت ضغوطاً أمريكية لاسيما على الإدارة الفرنسية، انتهت الى دفع القضاء الفرنسي لاتهام الرئيس الفرنسي السابق شيراك بالفساد الإداري. بعد وصول الرئيس نيكولا ساركوزي الى سدة الرئاسة الفرنسية جرى تحول في الموقف الفرنسي تجاه الاحتلال الأمريكي، ففي حين رفع شيراك شعار الاستمرارية فإن ساركوزي رفع شعار التغيير واتبع منهجاً مغايرا لسلفه يقوم على تقديم الدعم والاسناد للقوات الامريكية في العراق والنظر الى الصعوبات التي تواجهها تلك القوات في العراق ليس من باب التشفي بل من باب تقديم المساعدة. وتقتضي متابعة وتحليل اهم التطورات لمسارات الموقف الفرنسي من الاستراتيجية في العراق تقسيم البحث الى ثلاث محاور رئيسة.
الكلمات المفتاحية: الموقف الفرنسي، الاستراتيجية الامريكية، العراق.ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.