ادعمنا

مستقبل الاستراتيجية الامريكية في العراق بين الاستمرارية والتغيير

مقال أكاديمي محكم

مستقبل الاستراتيجية الامريكية في العراق بين الاستمرارية والتغيير
المصدر: مجلة دراسات دوليّة
الكاتب: م.د. عامر هاشم عواد
الملخص:

لم تكن الاستراتيجية الامريكية المتبعة في العراق بمعزل عن الاستراتيجية الامريكية العالمية، التي ترمي لأن تكون الولايات المتحدة القوة الإمبراطورية المتحكمة في الشؤون العالمية. والمشروع الامبراطوري او النزعة الإمبراطورية لدى الامريكان ليست امراً جديداً، بل هي نزعة ولدت مع ارتفاع شمس نهار الاتحاد الفيدرالي الأمريكي، والدليل ان نزعة الهيمنة والبحث عن الدور العالمي هي التي دفعت الكونغرس الأمريكي عام 1801 الى السماح للحكومة الامريكية بتجهيز ست سفن حربية بهدف استخدامها ضد ليبيا بغرض حماية الطريق التجاري في البحر الأبيض المتوسط، وهي ذاتها التي دعت الرئيس جيمس مونرو عام 1823 الى اعلان مبدأه الشهير القاضي بكف التدخل الأوربي في (الحديقة الخلفية) للولايات المتحدة، مع اطلاق يد الأخيرة فيها. واستمرت نزعة الهيمنة الامريكية والتوجه نحو الصيرورة قوة امبراطورية تزداد بمرور الوقت، مع تزودها بجرعات منشطة بين حين وآخر وعقب كل حادثة تاريخية عالمية. فعند انتهاء الحرب العالمية الثانية، اكتسب المشروع الأمريكي جرعة جديدة، وعقب انتهاء الحرب الباردة اكتسب جرعة عظيمة اخرى. وهنا ثمة من يرى ان نتائج الحرب العالمية الثانية فسحت المجال امام تحول المحور المهزوم الى الديمقراطية التعددية، في حين أدت نهاية الحرب الباردة الى تمدد الديمقراطية الى الجمهوريات الدائرة في الفلك السوفياتي. ومن هنا "تتوقع الولايات المتحدة انه وبقدر من الصبر والحزم يمكنها بعد ان (تنتصر) في العراق ان تدخل الحرية والديمقراطية الى منطقة الشرق الاوسط". أهمية الدراسة: في عالمنا العربي حيث تخلف الركب الاكاديمي عن قافلة العلم العالمية، نجد قلة الاهتمام او حتى تسخيف الدراسات التي تحاول استشراف المستقبل، بحجة انها اسقاط لمجموعة فروض او احتمالات لحالة في المستقبل قد تحدث او لا تحدث، وفي الحالتين فان الفائدة طالما بقي العقل العربي ساكناً يتعامل مع الاحداث بمنطق الزمن الماضي دون ان يستطيع التفاعل مع الزمن الحاضر، لانه عندما يقرر ذلك، يتحول الفعل ذاته وانعكاساته الى صيغة ماضية. وعليه أنى له ان يستسيغ دراسات المستقبل؟ وعلى رأي احد الكتاب العرب، فان ثمن هذه النقيصة الفكرية في السياسة يتمثل في فقدان الحس الاستراتيجي، ولكون المرء يميل بصورة طبيعية لتصور الآخرين على شاكلته نجد باستمرار إساءة لفهم قيمة الاستراتيجية لدى الآخر، فالآخر في وعينا الكامن لا يمتلك استراتيجية وكل ما يقال حول ذلك ه محض (تنظير)، أما الحقيقة المستقرة في باطن العقل السياسي العربي ان يتقدم دون ردم هذه الفجوة، وقبل التفكير في صناعة الاستراتيجية ينبغي التسليم بقيمتها ووجودها لدى الآخر، ومما يمكن عمله في هذا الصدد دراسة وفهم الاستراتيجية الأمريكية وتصور ما ستكون عليه في المستقبل. ولأن مخرجات السياسات الامريكية الحالية لم تأت بالنتائج المرجوة، بل على العكس أحدثت نتائجاً سلبية على المشروع الأمريكي، فالحال يقتضي من الولايات المتحدة التفكير بأحداث تغييرات في سياساتها او في استراتيجياتها للوصول لتلك الأهداف، ومن هنا تأتي أهمية البحث الذي سيحاول استشفاف ما اذا كانت الاستراتيجية الامريكية في المستقبل ستبقى على ذات النسغ ام انها ستراجع بصورة كلية ام جزئية.

الكلمات المفتاحية: مستقبل، الاستراتيجية الامريكية، العراق، الاستمرارية، التغيير.



تحميل

شارك أصدقائك

ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ

ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.

اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.


للتواصل والاستفسار

[email protected]
كافة حقوق النشر محفوظة لدى الموسوعة السياسية. 2025 .Copyright © Political Encyclopedia