مقال أكاديمي محكم
ماذا يحدث اليوم في قارة امريكا اللاتينية في ظل القطبية الأحادية؟ اهو أحياء جديد للثوري العالمي تشي جيفارا أو للمناضل سيمون بوليفار؟ أم هو صعود لنخب سياسية يسارية مستنيرة تعمل لمصالح شعوبها من خلال محاربة الفقر و اللامساواة؟ أم أن قادتها الجدد يجتهدون للبحث عن مزاوجة بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية؟ أن هو انقلاب ابيض على سياسات الولايات المتحدة التي تعد القارة (فنائها الخلفي)؟ أم أن الأمر خليط من كل هذا وذاك؟ وربما (أنه القارة التي تثبت انه لانهاية للتاريخ فيها كما قال بعض المنظرين الأمريكيين)؟. أنها قارة المتناقضات، فعلى الرغم من إمكانياتها الاقتصادية الهائلة، ألا أن القر يسحق نصف سكانها، فهناك جماعات تعيش بمستوى البذخ، في حين هناك جماعات أخرى تقضي يمها في نبش أكوام النفايات بحثاً عن العلب والقناني الفارغة. كما ليس غريباً ان ترى منظر العمارات الضخمة الفارهه، وبجانبها بيوت الصفيح التي فقدت أدنى متطلبات الحياة الصحية. وأمريكا اللاتينية هي بلاد (جمهوريات الموز) و( الكوكا) يين. فقد شهدت الإفقار والاستتباع الاقتصادي والسياسي والمديونية المنفلتة، وسياسات العولمة الاقتصادية (النيو - ليبرالية) القائمة على الأقوى و(منطق) القوة الاقتصادية، باختصار أنها قارة غنية تحت الأرض وفقيرة فوقها. وعلى الرغم من تركيبتها الاجتماعية غير المتجانسة من هنود وبيض (الأسبان الذين اكتشفوا القارة)، وزنوج جلبوا عنوة للقارة، وهجين خلاسي من (المستيزو، والمولاتو، والزامبو)، وأعداد من المهاجرين الأوربيين والأسيويين، ولكنها لم تشهد العنف بسبب اللون أو العرق أو الدين، ولكنها أفرزت أقلية حاكمة تملك كل شيء، وأغلبية محرومة من كل شيء. وفي واقعها السياسي فأن هذه القارة شهدت حتى وقت قريب، كثرة الانقلابات العسكرية وحكم الدكتاتوريات، بجانب حرب العصابات، وتعددت دساتيرها وأحزابها وحكوماتها ولكنها لم تشهد حالة الاستقرار السياسي. وكان للعامل الجيو-سياسي الأثر الفاعل في شكل نظامها السياسي، وواقعها الاقتصادي وسياساتها الخارجية. فجارها الشمالي (الثقيل) ربط دول الحرب الباردة وانهيار الأحزاب الاشتراكية والماركسية في معاقلها التقليدية في أوربا، وبعد إن أصبحت الولايات المتحدة القوة القطبية الوحيدة في العالم، وصلت الأحزاب اليسارية الراديكالية الى السلطة في غالبية بلدان أمريكا اللاتينية عن طريق الية التناوب الديمقراطي السلمي. وفرضية البحث تذهب إلى القول، بان (الفقر) كان العامل الحاسم في صعود قوى اليسار في دول امريكا اللاتينية وتراجع النفوذ الأمريكي فيها.
الكلمات المفتاحية: العملية السياسية، امريكا اللاتينية، اشكال جديدة، النظم اليسارية.ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.