مقال أكاديمي محكم
لا مناص عند الحديث عن التحولات الديمقراطية وخاصة(الثورات) في الوطن العربي من القول انها امتداد لبيئة دولية متحولة. شواهد التحول فيها شديدة الوضوح على المستوى السياسي الدولي في الأقل، يتمظهر الوضوح ليس في فرية الديمقراطية وحقوق الانسان و التدوال السلمي للسلطة كما ترى الأنظمة الديكتاتورية التي لا تقيم وزناً للتحولات الكونية. بل من واقعية تلك المطالب العالمية وضروراتها الإنسانية، اذ لا مجال للحديث عن تكافل دولي مستقبلي لمواجهة التحديات المصيرية الا بخلق بيئة سياسية تتفق في المشتركات العامة، ثم تتفق كذلك على سوية الانسان في حقوقه العامة في الأقل، والتي أصبحت من مستحقات عالم نهاية التاريخ بوصف فوكوياما. الوطن العربي ولسنوت خلت تكالبت عليه قوى عالمية ومحلية متعددة فاستبدت بانسانه، ونهبت ثرواته واهانت كرامته. فتحول هذا الوطن في بعض اجزائه، الى حواضن مرضية عابرة للحدود الوطنية، اذ لم تسلم من شرور تلك الحواضن اكثر الدول تقدماً وحذراً وتحوطاً، وتوالدت على مر العقود الماضية فلسفات فكرية متقاطعة وضاربة في الكراهية الانسانية، القاعدة مثلاً وصراع الحضارات مثلاً آخر، وتحولت حدود الإسلام في التوصيفات الفكرية الى دموية، وحين اتسعت مساحات الفعل وتأثيراته الجدية، وبان ضعف الحيلة في وأده، اصبح التغيير ليس ضرورة محلية بل إنسانية وعالمية في حين واحد. في بعدها الانساني تتجلى الضرورات في المظلوميات الاجتماعية والسياسية هدراً وسحقاً للحقوق الطبيعية، واكسيراً يغذي التطرف البشري في بعده العالمي، ومن ثم لا بد من خلق ظروف محلية وبمساندة دولية للتخلص من النتائج الكارثية للكراهية الانسانية ومحاولة خلق بيئة تسامح عالمية. من هنا يمكن النظر بواقعية في ( الثورات) العربية على انها ضرورة قومية نهضوية ،ومن هنا ايضاً نستطيع ان نتيقن ان الادوار الضارة بالمسيرة العربية الاقليمية والدولية ينبغي ان تتغير ، هذا التغير في الدور الدولي بشكل عام والامريكي بشكل خاص هو المساهمة الجادة مع العالم العربي لمعاودة النهوض ونفض غبار الماضي والبدء بمسيرة جديدة لحاقاً بركب الأمم المتمدنة وهي الخطوة السليمة في مجال المصالحة مع العالم العربي والإسلامي على حد سواء.
الكلمات المفتاحية: الدور، الاستراتيجي، الامريكي، احلال، النظم الديمقراطية.ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.