مقال أكاديمي محكم
إن الأزمة من حيث الشكل والمضمون تقوم على درجة وعي ونضوج المجتمعات والأنظمة السياسية على حدٍ سواء في كيفية التعامل معها ومواجتها وإدارتها ، وهذا الأمر يتطلب عقلاً راجحاً وفكراً مستنيراً في كيفية التعاطي والتعامل معها على أسسٍ من المنطق والعقلانية والواقعية ، إذ لاتخلو مجتمع من المجتمعات من الأزمة مهما بلغت درجة من الرقي والرفاهية والإزدهار ، ولكن درجة وتأثير الأزمة تختلف من مجتمعٍ إلى آخر إرتباطاً بالنضوج والتطور الفكري والعقلاني لدى القائمين على أمور السلطة والحكم في الأنظمة السياسية من جهة ، وكذلك التطور الذي تشهده تلك المجتمعات في المجالات الثقافية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية من جهةٍ أخرى . إن التعامل مع الأزمة مهما بلغت من التشابك والتعقيد تعد ثقافةً عقلانية نتيجة خبرةٍ متراكمة وإرثٍ كبير مع كفاءةٍ عالية ودقةٍ متناهية في التشخيص والتحديد والحصر، لذلك إن المنطق الرشيد والواقعية والعقلانية في كيفية التعاطي مع الأزمات أصبحت علماً له قواعده وأسسه وخصائصه وأبعاده ومبادئه وإستراتيجياته من حيث الشكل والمضمون ، ولكن هذا لايعني بأن هناك وصفة جاهزة قابلة للتطبيق في أي مجتمع أو نظامٍ سياسي دون الأخذ بنظر الإعتبار طبيعة وبيئة المجتمع أو النظام السياسي . إن قواعد التعامل مع الأزمة والتخطيط لإستراتيجيتها يتطلب جهداً فكرياً وعقلياً كبيراً لدراسة كافة الجوانب الظاهرة والكامنة للأزمة لتحدي بؤر الأزمات بدقة مع الأخذ بنظر الإعتبار مبدأ أسوأ الإحتمالات ، من أجل إيجاد أفضل البدائل القابلة للتطبيق في الواقع القائم ، وتعد أكبر برهان على تجاوز المحن والصعاب التي تواجه المجتمعات والأنظمة السياسية ، وهي انعكاس للرقي الفكري للنخبة السياسية أو السلطة الحاكمة للحفاظ على الاستقرار وديمومة الرخاء والازدهار الاقتصادي .
الكلمات المفتاحية: الأزمات، الظاهرة، القواعد، الأبعاد، الاستراتيجيات.ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ
ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.
اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.