الصين وإيران وروسيا وتنافسهم السياسي حول إعادة إعمار سوريا

مقال أكاديمي محكم

الصين وإيران وروسيا وتنافسهم السياسي حول إعادة إعمار سوريا

المصدر: المجلة الأردنية في القانون والعلوم السياسية

الكاتب: د. وليد خالد أبو دلبوح

الملخص:

مع تقليص دور الغرب ودول الخليج وتركيا في إعادة إعمار سوريا ما بعد الحرب، تُعدّ روسيا والصين وإيران الجهات الفاعلة الثلاث التي يُحتمل أن تكون اللاعب الرئيسي في عملية إعادة الإعمار. وقد استند هذا التجمع إلى أوصاف سابقة تتراوح بين محور معادٍ للغرب وزواج مصلحة سطحي، يعتمد على مصالح وسياق قصيري المدى. وعليه، من المهم دراسة هذا التجمع في السياق السوري، ودراسة كيفية تطوّر القيادة الصينية-الإيرانية-الروسية لإعادة إعمار سوريا، لما لذلك من تداعيات واضحة ليس فقط على مصير سوريا ما بعد الحرب، بل قد يُمثّل أيضًا أمثلةً مُشابهة على حالات مستقبلية مماثلة لإعادة الإعمار أو التنمية مع تراجع القيادة الأمريكية العالمية في مثل هذه القضايا، وفي ظلّ هذا الفهم، تتطور أهمية البحث. بناءً على ذلك، ستحاول هذه الورقة البحثية سبر أغوار هذه المشكلات والتعقيدات من خلال تناول الهدف الرئيسي التالي من حيث تحديد الأدوار والمصالح المُرتقبة لكلٍّ من الجهات الفاعلة الثلاثة. وبناءً على ذلك، ينبغي أن يتناول البحث أسئلةً مثل: كيف يُمكن أن تتنافس هذه الأدوار والمصالح وتتوتر مع بعضها البعض؟ وتحليل كيف يمكن لجوانب هذه الأدوار والمصالح أن تدعم بعضها البعض وتوفر فرصًا للتعاون؟ تفترض الورقة أن طبيعة ونتائج مصالح هذه الدول مشروطة إلى حد كبير بنمط النفوذ والوجود المستمر لهذه الدول، وروسيا على وجه الخصوص. وللسعي في النهاية إلى تحقيق هذا الهدف، ستحاول الورقة توقع موازنة مجالات التنافس والتعاون المحتملة هذه، إلى جانب النظر في عقليات السياسة الخارجية الإقليمية لكل لاعب، في محاولة للتنبؤ بمسار الوجود المشترك للصين وإيران وروسيا في سوريا ما بعد الحرب. ومن خلال النهج التحليلي الوصفي، تستنتج الورقة - وهو ما يتوافق مع فرضية البحث - أن على الرغم من وجود مجالات تنافس قوية بين كل لاعب، إلا أن حاجة روسيا إلى القيادة الاقتصادية الصينية وحاجة الصين إلى القيادة السياسية والأمنية الروسية، إلى جانب وجود بعض الأهداف الإقليمية والعقليات السياسية المواتية لبكين وموسكو، تجعل الصين وروسيا شريكين وثيقين محتملين خلال إعادة الإعمار. ولكن إيران، بسبب دورها المفسد المستمر وسعيها الحثيث لتحقيق مصالح أمنية في سوريا تؤدي إلى عدم الاستقرار، تجعلها شريكا غير مريح للصين وروسيا، وهذا يعني أن بكين وموسكو قد تبتعدان عن طهران.