الميثاق الوطني والصراع على المناطق الكورية في الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى - دراسة سياسية تاريخية تحليلية

مقال أكاديمي محكم

الميثاق الوطني والصراع على المناطق الكورية في الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى - دراسة سياسية تاريخية تحليلية

المصدر: مجلة جامعة الانبار للعلوم القانونية والسياسية

الكاتب: د. دلشاد محمود صالح بابلا

الملخص:

اضطرت الإمبراطوریة العثمانیة الى عقد هدنة موندروس فی 30/10/1918 بعد خسارتها الحرب مع دول الحلفاء، لکن الهدنة لم تثن هذه الدول عن احتلال الأراضی العثمانیة، بما فیها المناطق الکوردیة جنوب وجنوب شرقها، الأمر الذی أطلقت شرارة الحرکة الوطنیة التی باشرت بتنظیم مؤتمری أرضروم وسیفاس فی تموز وأیلول ١٩١٩ ووضع الإطار العام للمیثاق الوطنی، الذی اقر فی آخر جلسة لمجلس المبعوثان العثمانی فی 17/2/1920، نص المادة الأولى منه على اعتبار جمیع المناطق التی بقیت تحت الحکم العثمانی الفعلی حتى عقد هدنة موندروس جزءاً لا یتجزأ من الأراضی العثمانیة، هکذا أضحت المناطق الکوردیة محل الصراع بین الدول المنتصرة فی الحرب والدولة العثمانیة وکذلک بعض الأطراف المحلیة کالأرمن والمسیحیین والکورد والعرب، واشتد حدة هذا الصراع بتوقیع حکومة إسطنبول معاهدة سیفر فی١٠/٨/١٩٢٠ ومعارضة حکومة انقرة لها، الى ان حسم الأمر بتقسیم هذه المناطق على کل من العراق وسوریا وترکیا، الدول حدیثة التشکیل. إن الهدف من الدراسة هو بیان کیفیة تبنی الحرکة الوطنیة للمیثاق الوطنی والظروف التی أدت إلى التفاهم الترکی- الکوردی بموجبه، وکذلک التعرف على أطراف الصراع على المناطق الکوردیة والوضع النهائی لهذه المناطق وفق تجاذبات هذه الأطراف، واعتمدنا المنهج التاریخی التحلیلی، بالإضافة إلى المنهج الوصفی فی دراسة الموضوع وتوصلنا إلى عدة نتائج أهمها؛ أن غالبیة الکورد عمل ضمن صفوف الحرکة الوطنیة الترکیة العثمانیة من أجل مقاومة الأرمن ومطامعهم فی المناطق الکوردیة، کذلک أید الکورد الحرکة الوطنیة والمیثاق الوطنی و شارکوا فی تشکیل الحکومة فی أنقرة عام 1920، فکان لذلک الأثر الکبیر فی بقاء معظم المناطق الکوردیة ضمن الحدود العثمانیة وبعدها حدود الدولة الترکیة فی عام 1923، ثم إن المیثاق الوطنی الذی أقر فی شباط 1920 یعتبر وثیقة التفاهم والتکاتف الکوردی-الترکی من أجل العمل المشترک والحفاظ على وحدة الأراضی العثمانیة.