التأسيس الفلسفي لنظرية المعرفة في الفكر العربي المعاصر

مقال أكاديمي محكم

التأسيس الفلسفي لنظرية المعرفة في الفكر العربي المعاصر

المصدر: المجلة السياسية والدولية

الكاتب: د. صباح حمودي نصيف

الملخص:

نشطت في مطلع الثمانينات القرن العشرين الجهود الدؤوبة لدراسة النتاج الفكري عامة، والفلسفي خاصة ولا سيما للمفكرين العرب بعد إن نال مفكرونا القدامى قدراً لا بأس به من البحث والدراسة في ضوء ما توفر للدارسين من مؤلفاتهم وبحوثهم ودراساتهم، ومن مظاهر هذا الاهتمام خصص بعض الباحثين دراساتهم لرصد ومراجعة التيارات الفكرية والاتجاهات الفلسفية في حياتنا المعاصرة ولا سيما التي ظهرت بعد عصر اليقظة من سعي نحو النهضة والتقدم. إذ يعد موضوع نظرية المعرفة Theory of knowldge ومن الموضوعات المهمة كونها علماً فلسفياً خالصاً، وليست مبحثاً مادامت تنصب على دراسة طبيعة المعرفة البشرية وتفسير ماهيتها، وتعرض لأصولها و أدواتها بعد أن شغلت اهتمامات الفكر الفلسفي طوال هذه الحقبة. لقد وجد الباحث أن هذه النظرية لا تبحث في وسائل معرفتنا للعالم الخارجي من حس وعقل فحسب، بل هي تبحث في الاتجاهات الشكية والصوفية والحدسية أيضاً، فإذا أراد باحث ما من أن يحدد صورة شمولية لهذه النظرية في (في الفكر الفلسفي العربي)، فيتوجب عليه أن يتناولها ليس في كتب الفلاسفة المسلمين فحسب، بل في كتب المتكلمين والأصوليين أيضاً. وهكذا بحث فكرو الإسلام جميع الموضوعات المعروفة في (نظرية المعرفة) مثل إمكان المعرفة والشك والشكاك الذين صار الرد عليهم باباً ثابتاً في كتب علم الكلام ومصادر المعرفة، ومن هنا يمكن القول أن نظرية المعرفة في الفكر الفلسفي العربي المعاصر قد ورثت التراث واستوعبت عامة الاتجاهات والمباحث الرئيسة ولهذا السبب حاول الباحث في هذا البحث أن يحلل في هذا المفهوم الفلسفي ويضعه أمام الدارسين باجتهاد متواضع إذ وقفنا عند رأي الفلاسفة والمفكرين إلى جانب أهل اللغة لتحديد أبعادها فضلاً عن الأصول الفلسفية لهذه المعرفة. عليه سيعمد كاتب السطور إلى تناول المحاور الآتية (تحديد المفاهيم، الأصول الفلسفية لنظرية المعرفة المتمثلة بأنماط أو أقسام هي: أولاً-مصدر المعرفة، ثانياً- طبيعتها، ثالثاً-أمكانها)، لأن في تحديدها يتشخص منهج البحث ومرجعياته وأصوله.