ادعمنا

المؤسسات المعنية والمؤثرة في وضع الاستراتيجية الامريكية الخاصة بالعراق

مقال أكاديمي محكم

المؤسسات المعنية والمؤثرة في وضع الاستراتيجية الامريكية الخاصة بالعراق
المصدر: مجلة دراسات دوليّة
الكاتب: أ.م.د. ستار جبار علاي
الملخص:

من بين المفردات التي اثارت جدلا واسعا في الادب السياسي الاستراتيجي، هي مفردة الاستراتيجية. ولعل السبب في ذلك يعود الى كثرة استعمالها وتداولها في العديد من مجالات الحياة ولهذا يعد مفهوم الاستراتيجية من المفاهيم المتداولة في العلوم الاجتماعية المختلفة والتي تستخدم للدلالة على اكثر من معنى واحدة. وتعبير الاستراتيجية (STRATEGY) مشتق اصلا من الكلمة اليونانية (STRATO) والتي تعني فن القيادة. ومن مشتقاتها ايضاً (STRATAGEM)، والتي تعني الخدعة الحربية التي تستخدم في مواجهة العدو. واذا كان تعبير الاستراتيجية (STRATEGY) قد اشتق أصلا من الكلمة اليونانية (STRATAGEM) وتعني فن القيادة، فإن استخداماتها المعاصرة قد تعددت وشملت العديد من الميادين، فقد يوصف موقع دولة بانه استراتيجي، وقد يوسف قرار سياسي او اقتصادي مهم بانه استراتيجي. كما يطلق وصف استراتيجي على بعض الأسلحة المتطورة، كما توصف بعض الموارد والسلع الاقتصادية بانها استراتيجية، وأخيراً، فقد يوصف نمط من التفكير او الدراسات المتخصصة بانه تفكير استراتيجي او دراسات استراتيجية. فالاستراتيجية، تسري على جميع المواقف والحالات بغض النظر عن توصيفها فيما اذا كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية او عسكرية. وهي ترتبط بالعقيدة السياسية والفلسفة الاقتصادية او الاجتماعية التي تحكم المجتمع. وفي ضوء هذا التصور الشمولي لما تعنيه الاستراتيجية، يمكن تعريفها بالقول، ان الاستراتيجية هي علم وفن استخدام الوسائل والقدرات المتاحة، في اطار عملية متكاملة يتم اعدادها والتخطيط لها، بهدف خلق هامش من حرية العمل تعين صناع القرار على تحقيق اهداف سياستهم العليا في اوقات السلم والحرب. في ضوء ما تقدم تفترض الدراسة ان هناك مؤسسات عدة مؤثرة وفاعلة في وضع الاستراتيجية الامريكية الخاصة بالعراق، وان حالة التباين في دور هذه المؤسسات لا ينفي حقيقة وجود بعض المؤسسات الفاعلة بشكل واضح، وهو ما تحاول الدراسة بيانه بشكل مفصل. التعديل النوعي في الجدل الاستراتيجي الذي صيغت في ضوئه الاستراتيجي الامريكية، وعقيدتها العسكرية ابان الحرب الباردة، والتي كانت متأثرة بالكم الهائل لترسانة الأسلحة النووية. فالفكر الاستراتيجي العسكري الأمريكي، يبدو اليوم غير منشغل كثيراً بفروض حروب تستخدم فيها الأسلحة النووية، بقدر ما اخذ الاهتمام على أنماط من الحروب تدار بأسلحة تقليدية تنطوي على قدر عال من الكفاية التكنومعلوماتية. ويعود هذا التحول في نمط التفكير الى تراجع جدلية الحرب النووية. وتكييف القوى الدولية الفاعلة لعقيدتها السياسية وتوجهاتها الايديولوجية بما يتوافق مع حقائق مرحلة ما بعد الحرب الباردة. الملاحظة الثانية هي، ان الاستراتيجية الامريكية، ورغم تغير توازنات القوى في البنية الهيكلية للنظام الدولي وبالشكل الذي ضمن للولايات المتحدة انفراداً متميزاً، فان هذه الاستراتيجية كانت وما تزال تبدي ميلاً واضحاً ونزوعاً قوياً الى تبني اسلوب ردع فعال يظهر قدرة الولايات المتحدة وتصميمها على استخدام قوتها العسكرية اذا ما تعرضت مصالحها الحيوية الى الخطر. بمعنى اخر ان السمة المميزة لمنهج التفكير الاستراتيجي الامريكي تجمع بين التهديد باستخدام القوة العسكرية، او استخدامها فعلاً، اذا ما تحول التهديد الى أسلوب عمل، او طريقة في التعامل لانزال العقاب في حال المساس بالمصالح الحيوية، او عند تعرضها لتهديدات جدية.

الكلمات المفتاحية: المؤسسات المعنية، المؤثرة، الاستراتيجية الامريكية، العراق.



تحميل

شارك أصدقائك

ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ

ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.

اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.


للتواصل والاستفسار

[email protected]
كافة حقوق النشر محفوظة لدى الموسوعة السياسية. 2025 .Copyright © Political Encyclopedia